مولانا جلال الدين الرومي
هو
جلال الدين محمّد بن سلطان العلماء بهاء الدين محمّد بن حسين بن أحمد الخطيبيّ بن
قاسم بن مسيّب بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصدّيق التيميّ القرشيّ،
البلخيّ الفارسيّ القونويّ الروميّ، المعروف بمولانا جلال الدين الرومي[[1]]. أديب شاعر وفقيه حنفيّ وقانونيّ
إسلاميّ ومنظِّر صوفيّ. عرف بالروميّ لأنّه قضى معظم حياته في منطقة تسمّى
"الرّوم" في تركيا الحالية. وعُرف عند فارس (بصاحب المثنوي) المشهور
بالفارسيّة، وصاحب الطريقة (المولويّة) المنسوبة إلى (مولانا) جلال الدين.
و(مولانا خداوندكار)، كما لقّبه أبوه، وهو بمعنى السلطان. [[2]]
مولده ونشأته
وُلد
في منطقة بلخ[[3]] في خراسان[[4]] من أعمال إيران، ما يعرف الآن
بأفغانستان، في (6 من ربيع الأول 604هـ = 30 من سبتمبر 1207م) لأسرة ينتهي نسبها
إلى "أبي بكر الصديق"، وتحظى بمصاهرة البيت الحاكم في "خوارزم"[[5]]، فجدّته زوجة الحسين هي أخت
سلطان محمّد خوارزم شاه، سلطان بلخ، وأمّه هي مؤمنة خاتون ابنة خوارزم شاه علاء
الدّين محمّد[[6]]. وكان والده بهاء الدين يُلقّب
بسلطان العارفين لما له من سعة في المعرفة والعلم بالدين والفقه والتصوّف. ويذكر
أنّ جدّة بهاء الدين، أمّ أحمد الخطيبي هي أخت السلطان إبراهيم بن أدهم[[7]] الصوفي المعروف. [[8]]
انتقل
الرومي مع أبيه إلى نيسابور[[9]] سنة [607 هـ = 1210 م] على
إثر خلاف بين أبيه والوالي "محمّد قطب الدين خوارزم شاه". وقيل إنّما
هاجر بهاء الدين بأسرته على إثر بوادر هجمات المغول، الذين اجتاحوا فيما بعد [سنة
616 هـ= 1219 م] الشرق الإسلاميّ بقيادة جنكيزخان، بذريعة قتل الخوارزميّين
لمجموعة من تجّار المغول، وسقطت الدولة الخوارزمية وفرّ سلطانها علاء الدين إلى
جزر بحر قزوين[[10]] حيث توفّي هناك.
في
نيسابور التقى الروميّ الشاعرَ الفارسيّ الكبير فريد الدين العطّار[[11]]، الذي أهداه ديوانَه «أسرار
نامه» ويرى البعض أنّه كان الدافع لغوص جلال الدين في عالم الشعر والتصوّف[[12]]. ويقول غيرهم إنّما هو الشمس
التبريزي الذي قاده إلى التصوف، كما سيأتي. وربّما كان الأوّل معلّم البدايات،
والثاني الموصل للغايات.
ومن
نيسابور، اتجهت العائلة إلى بغداد حيث التقوا العديد من علمائها وشيوخها. وهناك لُقب
محمّد بجلال الدين. ونزلوا في المدرسة المستنصرية، ثمّ تابعوا الترحال إلى سوريا
ومنها إلى مكّة المكرّمة لأداء فريضة الحج. وبعدها، واصلوا المسير إلى ملاطية[[13]] وأرزنخان[[14]] ولارندة[[15]] والأناضول[[16]]، واستقروا في كرمان[[17]] لمدة سبع سنوات حيث توفّيت
والدته. وتزوّج الروميّ هناك بجوهر خاتون وعمره ثمانية عشرة عاما وأنجب منها
ولديه: محمّد الملقّب بسلطان ولد وعلاء الدين شلبي. وعند وفات زوجته تزوّج مرّة أخرى
وأنجب إبنه أمير العلم شلبي وابنته ملكة خاتون.
ثمّ
استقروا آخر الأمر في "قونية"[[18]]
عاصمة السلاجقة الرّوم في عام [623 هـ = 1226 م][[19]]
حيث وجدوا الحماية والرعاية في كنف الأمير السلجوقي علاء الدين كَيقُباذ[[20]] حاكم الأناضول، الذي دعاهم
إليها، واختير والده للتدريس في أربع مدارس بقونية. حتى توفي سنة [628 هـ = 1231 م]،
فخلفه ابنه جلال الدين في التدريس بتلك المدارس.
جلال الدين عالما
تلقّى
جلال الدين العلم على يدي والده، ويدي الشيخ سيّد برهان الدين محقّق البلخيّ الترمذيّ
من بعد وفاة والده، لمدّة تسع سنوات ينتهل علوم الدين والتصوّف منه. وفي عام [637
هـ = 1240م] توفّي برهان الدين، فتفرّغ الروميّ للتعليم والوعظ في مدارس قونية.
وخلال هذه الفترة توجّه الجلال إلى دمشق وقضى فيها أربع سنوات، حيث درس مع نخبة من
العلماء في ذلك الوقت. ممّا زاد في تكوينه وتمكينه في العلم والمعرفة. [[21]]
جلال الدين صوفيا
رغم
براعة جلال الدين في الفقه وغيره من العلوم الإسلامية، إلاّ أنّه لم يستمرّ كثيرًا
في التدريس؛ فقد كان للقائه بالصوفيّ الكبير القطب شمس الدين محمّد التبريزيّ
المغربيّ[[22]] حين زار قونية سنة [641 هـ=
1244 م]، أعظم الأثر في حياته العقديّة والأدبيّة.
ويروى
أنّ جلال الدين كان يوما جالسا في بيته وحوله الكتب والطلبة، فدخل عليه الشيخ شمس
التبريزي، فسلّم وجلس، وقال للشيخ: ما هذا، وأشار للكتب والحالة التي هو عليها.
فقال له جلال الدين: هذا أمر لا تعرفه. فما فرغ من جوابه حتّى شبّت النار فيما
حوله فأحرقته. فقال الجلال للتبريزي: ما هذا. فأجابه: هذا أمر لا تعرفه، ثمّ قام
وخرج من عنده، فلحقه الجلال وخرج على قدم التجريد. [[23]]
ولم
يفترق الصاحبان منذ لقائهما، حتّى إنّ تقاربهما ظلّ دافعا لحسد الكثيرين على جلال
الدين لاستئثاره بمحبّة القطب الصوفيّ التبريزيّ. وآخرون نقموا على التبريزيّ أن
شغل عنهم أستاذهم. وفي عام [645 هـ = 1248 م] اغتيل التبريزي ولم يعرف قاتله.
ويُقال إنّ شمس الدين التبريزي سمع طرقا على الباب فخرج ولم يعد منذ ذلك الحين.
فحزن جلال الدين حزنا عظيما على شيخه، وانقطع للزهد والتصوّف ونظْمِ الأشعار
وإنشادها، وأنشأ طريقة صوفية عُرفت باسم (المولوية) نسبة إليه؛ (مولانا).
جلال الدين شاعرا
قال
الشاعر الباكستانيّ محمّد إقبال: حَوَّل الرومي طيني إلى جوهر، ومن غباري شيّد
كونا آخر.
يقول
سمير حلبي: اتّسم شعر جلال الدين الروميّ بالنزعة الصوفيّة الخالصة؛ فقد كان شعره
أدبًا صوفيًّا كاملا، له كل المقوّمات الأدبيّة، وليس مجرّد تدفّق شعوريّ قويّ، أو
فوران عاطفيّ جيّاش يعبّر به عن نفسه في بضعة أبيات كغيره من الشعراء، وإنّما كان
شعره يتميّز بتنوّع الأخيلة وأصالتها، ويتجلّى فيه عمق الشعور ورصانة الأفكار، مع
سعة العلم وجلال التصوير وروعة البيان.
ويُعدُّ
جلال الدين شاعرًا من الطبقة الأولى؛ فهو قويّ البيان، فيّاض الخيال، بارع
التصوير، يوضح المعنى الواحد في صور مختلفة، له قدرة على توليد المعاني واسترسال
الأفكار، ويتّسم بالبراعة في انتقاء الألفاظ واختيار بحور الشعر، وتسخير اللغة
والتحكّم فيها.
وتصل
قمّة الشاعريّة عند جلال الدين الروميّ في رائعته الخالدة «المثنوي»[[24]]، وقد نظمها لتكون بيانًا
وشرحًا لمعاني القرآن الكريم، ومقاصد الشريعة المطهّرة؛ ليكون ذلك هدفًا إلى تربية
الشخصيّة الإسلاميّة وبنائها، وزادًا له في صراعه مع قوى الشرّ والجبروت، وعونًا له
على مقاومة شهوات النفس والتحكّم في أهوائها، وتكشّف «المثنوي» عن ثقافة جلال
الدين الروميّ الواسعة، والتعبير عن أفكاره بروح إنسانيّة سامية، تتضاءل إلى
جوارها بعض الأعمال التي توصف بأنّها من روائع الأعمال الأدبيّة.
وقد
استخدم جلال الدين في «المثنوي» فنّ الحكاية بإتقان بارع، وهي في حركتها وتطوّرها
وحوارات أشخاصها لا تقلّ روعة عن بعض القصص المعاصر، وتتميّز الشخوص بأنّها ثريّة
متنوّعة في تساميها وعجزها ونفاقها وريائها، وحيرتها بين الأرض وما يربطها بها،
وبين السماء وما يشدّها إليها، كل ذلك في تدفّق وانسياب غامر، وعرض شائق، وأسلوب
جذاب أخَّاذ ولغة متميزة. [[25]]
لقد
عكست أشعار وتعابير الجلال استقلالا واضحا عن المذاهب حيث نجده يقول:
"تعالَ
وكلّمني ولا يهمّ من أنت ولا إلى أيّ طريقة تنتمي ولا من هو أستاذك، تعال لنتكلّم
عن الله"
فالرجل
يعتبر نفسه داعيا الخلق بكل أشكالهم إلى الله تعالى، دون اعتبار للحواجز والحدود.
لقد
أنشد جلال الدين الرومي كلاما جميلا في الحب الإلهي، في ديوانه «شمس مغربي» يقول:
ولقد شهدت جماله في ذاتي لما
صفت وتصقلت مرآتي
وتزينت بجماله وجلاله وكماله
ووصاله خلواتي
أنواره قد أوقدت مصباحي فتلألأت من ضوئه مشكاتي
وتقول
خلود عليّ: امتاز شعر جلال الدين بتنوع الأخيلة وأصالتها وعمق الشعور ورصانة
الأفكار وسعة العلم وجلال التصوير وروعة البيان. فهو شاعر من الطراز النادر. تجلّت
شاعريّته في رائعته «المثنوي» والتي نظمها في ستّة مجلدات، استخدم فيها فنّ
الحكاية واللون القصصيّ بروعة الحوار وتمايز الشخصيّات، وهي تعدّ بيان وشرح لقيم
القرآن الكريم. ترجمت إلى العربيّة والتركيّة ولغات غربيّة متعدّدة.[[26]]
المثنوي
باقتراح
من تلميذه حسام الدين شرع جلال الدين في بداية الخمسينيّات من عمره بإملاء ديوانه
الشعريّ الصوفيّ الضخم على هذا التلميذ الذي أخذ على عاتقه مهمّة تدوين أكبر ديوان
صوفيّ في التاريخ الإنسانيّ، فمضامينه تعكس كلّ مناحي الشخصيّة الإنسانيّة، كما
يتميّز بالغزارة والتفاصيل الدقيقة في عالم الطبيعة والتاريخ والجغرافيا.
ويتكوّن هذا العمل الروحيّ الكبير من نحو خمس
وعشرين ألف بيت من الشعر، يفتتحها بأبيات تحكي شوق الروح الإنسانيّة إلى خالقها،
تحت غطاء رمز الناي الذي يئنّ حنينا إلى منبته، بقوله[[27]]:
أنصت للناي كيف يقصّ حكايته إنّه
يشكو آلام الفراق، إذ يقول
إنّني منذ قطعت من منبت الغاب والناس رجالاً ونساء يبكون
لبكائي
إنّني أنشد صدراً مزّقه الفراق حتّى أشرح له ألم الاشتياق
فكلّ إنسان أقام بعيداً عن أصله يظلّ يبحث عن زمان وصله
وعن
اللغة الفارسيّة ترجم الدكتور إبراهيم دسوقي شتا رائعة جلال الدين الروميّ «مثنوي»،
وأصدرها المجلس الأعلى للثقافة في مصر، في أربعة كتب، ضمن المشروع القوميّ
للترجمة. ومع الترجمة البديعة التي توخّت الحفاظ على روح الشعر وإيقاعه، واستلهمت
شروح المفسّرين، والمفاهيم الفلسفيّة، والصوفيّة، قدّم شتا شرحا جديدا يغوص في
التجربة الروميّة، فيستخلص منها درّها ويبوح بسرّها.
يقول
الدكتور "شتا" في مقدمته لهذا العمل الضخم: "إنّه من قبيل الإلهام
من مولانا أنّه لم يختر اسما معيّنا لعمله هذا، وإنّه اختار اسم الشكل الشعريّ
الذي وضعه فيه، والذي يتكرّر فيه حرف الرويّ في كلّ شطر، ويتغيّر من بيت إلى بيت،
بشكل يتناسب مع طول الكتاب المفرط، ومن ثمّ فأغلب المنظومات الطويلة في الأدب
الفارسي (مثل الشاهنامه للفردوسيّ وحديقة الحقيقة للسنائيّ ومنظومات العطّار) وضعت
فيه، وأغلب هذه المنظومات في بحر الرمل المسدّس، وتفعيلته الأصليّة (فاعلاتن
فاعلاتن فاعلن)، وهو بحر سهل في موسيقاه، قابل للغناء، مقبول للحافظة، يصلح كثيرا
للشعر التعليميّ، وفي الوقت ذاته يتناسب تمام التناسب مع الهياج العاطفيّ والوجد
والحال".
على
طول المثنوي يذكر مولانا كتابه بهذا الاسم، ويضيف أحيانا لقب (المعنويّ) عليه،
فكأنّه يريد من البداية أن ينبّه القارئ ليبحث فيه عن المعنى، وكثيرا ما ذكّر في
ثنايا "مثنوي" أنّ المعنى هو البُرّ أو القمح، وأنّ الحكايات مجرّد قشّ
يحتوي على القمح، والعالم وكلّ ما في العالم عند مولانا صورة ومعنى، والمعنى هو
الذي يجب أن يكون مطلوبا، وإن لم تكن هناك مندوحة عن التعمّق في الصورة من أجل
الوصول إلى المعنى.
ويأتي
الكتاب المترجم في أجزائه الأربعة على هيئة حكايات ذات مغزى (قشّ تبحث في ثناياه
عن القمح)، تأخذ شكل الأسطر المنفصلة، وتحمل عناوين فرعيّة، مثل قصّة خداع الريفيّ
للحضريّ ودعوته له بضراعة وإلحاح شديدين.[[28]]
ويقول
كارل بروكلمان: إنّه يقدّم إلينا في كتابه الرئيسيّ مثنوي، مجموعة غير منظّمة من
الحكايات الموضوعة على ألسنة الحيوان، والقصص والتأمّلات، مفرغة في قالب شعريّ
رفيع، يقصد آخر الأمر إلى بسط العناصر الرئيسيّة في التفكير الصوفيّ، وإلى إفناء
الأنا في الوحدة الوجوديّة. [[29]]
آثار جلال الدين
ترك
جلال الدين الروميّ عددًا من المصنّفات الشهيرة منها:
في
الشعر:
• المثنوي: وقد نظمه في ستّة مجلّدات ضخمة تشتمل
على (25649) بيتًا من الشعر، وقد تُرجم إلى العربيّة، وطُبع عدّة مرّات، كما تُرجم
إلى التركيّة وكثير من اللغات الغربيّة، وعليه شروح كثيرة، وهو ذو مكانة خاصّة عند
الصوفيّة.
• ديوان شمس تبريز: أو الديوان الكبير، يشتمل على
غزليّات صوفيّة، وقد نظمه نظمًا التزم فيه ببحور العروض، وهو يحوي (36023) بيتًا
بالإضافة إلى (1760) رباعيّة، ويشتمل أيضا على أشعار روميّة وتركيّة، وهو ما يدلّ
على أنّه كان متعدّد الثقافة، وأنّه كان على صلة بعناصر غير إسلاميّة من سكّان
قونية.
• الرباعيّات: وهي منظومة أحصاها العالم الإيرانيّ
المعاصر بديع الزمان فوزانفر، كما وردت في طبعة اسطنبول، فوجد أنّها تبلغ 1659
رباعياً، أي 3318 بيتاً.
وفي
النثر:
• فيه ما فيه: وهو كتاب يضمّ واحدا وسبعين محاضرة تشتمل
على مواعظ وذكريات وأمثال وطرائف وأخبار وقصص، ألقاها على عامّة مريديه، في
مناسبات مختلفة، وهو من تجميع مريديه وليس من كتابته هو.
• المجالس السبعة: وهو تجميع لمواعظ ومحاضرات
ألقاها في سبع مناسبات مختلفة تتناول مواضيع عن القرآن الكريم والحديث الشريف.
وتتضمّن أشعار فريد الدين العطّار وسنائيّ، وآخرى للروميّ نفسه.
• الرسائل: وهي رسائل إلى شيخه شمس الدين التبريزي،
وهي تصوّر تلك العلاقة الروحيّة الساميّة التي ربطت بين الشيخ وبين مريده.
بالإضافة إلى مجموعة رسائله التي كتبها إلى مريديه ومعارفه.
وفاته
توفّي
جلال الدين الروميّ في (5 من جمادى الآخرة 672 هـ = 17 من ديسمبر 1273م) عن عمر
بلغ نحو سبعين عامًا، ودُفن في ضريحه المعروف في "قونية" في تلك التكيّة
التي أنشأها لتكون بيتًا للصوفية، والتي تُعدّ من أجلِّ العمائر الإسلاميّة
وأكثرها روعة وبهاء بنقوشها البديعة وزخارفها المتقنة، وثريّاتها الثمينة، وطُرُزها
الأنيقة. [[30]]
وقد
ظهر على الضريح بيت من الشعر يخاطب به جلالُ الدين زوّاره قائلا:
"بعد
أزوفات تربت مادر زميني مجوى ~ درسينهاي
مردم عارف مزارماست"
ومعناه:
يا
من تبحث عن مرقدنا بعد شدِّ الرحال ~ قبرنا يا هذا في صدور العارفين من الرجال
قطوف
يقول
جلال الدين الروميّ بترجمة الدكتور شتا:
-
عندما تخطو خطوة واحدة دون احتياط، فإنّ لبنك ينقلب إلى دم من تخبّط.
-
ولقد خطا آدم خطوة واحدة في هوى النفس، فصار فراق الجنة طوقا في عنقه.
-
وإنما تنبغي الخلوة عن الأغيار لا عن الحبيب، فالفراء من أجل الشتاء لا من أجل البيع.
-
فالعقل مع عقل آخر يتضاعف، ومن ثمّ يزداد النور، ويتّضح الطريق.
-
والنفس مع نفس أخرى تصير ضاحكة، فتدلهمّ الظلمة ويختفي الطريق.
-
إنّ الآفة الموجودة في الهوى وفي الشهوة، وإلاّ فإنّ ذلك المكان شراب سائغ
للشاربين.
-
فلتغلق هذا الفم (الجسديّ) لتبصر العيان، فإن الحلق والفم كمّامتان أمام ذلك
العالم.
-
ويا أيّها الفم، إنّك في حدّ ذاتك في فوهة للجحيم، ويا أيّها العالم إنّك على مثال
البرزخ.
-
والنور الباقي (موجود) إلى جوار الدنيا الدنيّة، واللبن الصافي موجود إلى جوار
أنهار الدم.
-
إلى السوق كلّنا جاء من أرحام أمّهاتنا كي نشتري غطاء ثمّ نعود لقبورنا.
وبنقل
وتعقيب الدكتور محمود إيرول كيليتش رئيس متحف الفنّ التركيّ والإسلاميّ، يقول جلال
الدين:
(أرى
أنّ أحد طرفي إبرة البوصلة ثابت، بينما الطرف الآخر لإبرة البوصلة يدور ما بين
اثنتين وسبعين أمّة).
أي
أنّه يقول إذا كان طرفا الإبرة ثابتين فإنّه لن يدور ليستمتع ببهاء العالم وجماله،
وهذا لا يتطلّب أن تكون مسلما أو مسيحيّا، امرأة أو رجلا، ذا بشرة سوداء أو بيضاء
أو صفراء، فكونك إنسانا يعني أن تشارك الآخرين، والله سبحانه وتعالى يقول في
القرآن الكريم (لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ)[التين: 4]،
وهذا لا يعني أنه خلق المسلم وحسب في أكمل صورة، بل خلق الإنسان كافّة، (وَنَفَخَ
فِيهِ مِنْ رُوحِه) [السجدة: 9] كما قال عزَّ وجل، فالإنسان بقدر ما هو ماديّ بقدر
ما هو روحانيّ، لأنّ فيه من روح الله سبحانه وتعالى، وهذا التناقض بين الماديّة
والروحانيّة هو الاختبار الحقيقيّ للبشر طوال حياتهم. فطبيعته الروحانية تريد أن
تسمو به للأعلى، بينما تشدّه نوازعه الدنيويّة للأسفل. من هنا وضع مولانا أصبعه
على عنصر الكونيّة، فقد سما بروحه على جسده، لذلك تحدّث دوما عن الاتحاد والتوحّد،
ورأى أنّ الشعر يوجز ما يعسر على النثر، بل إنّه يقول: "إنّ موضعا تكتب عنه
في النثر خمسين مجلدا قد يوجزه الشعر في بيتين، لأنّ الشعر مكمن الرمز".[[31]]
تألّم
جلال الدين الرومي كثيراً لاختفاء شيخه الشمس التبريزي، فبكى من أعماق نفسه
الحزينة وكتب قصيدة لاهبة مليئة بالحزن اللاعج الدفين والغزل الدينيّ العميق؛
ومنها هذه الأبيات:
أصغ كيف الناي يروي باشتياق إنّه
يشكو تباريح الفراق
ضجّ مذ أبعدت عن غابي الحبيب
من أنيني كلّ إنسان أريب
هاتِ لي قلباً تشظّى في الفراق كي له أعرض دنيا الاشتياق
من تناءى نازحاً عن أهله لم
يزل يرجو الهنا في وصله
من بكائي في النوادي كم غدا من طروب أو كئيب لي صدى
كلُّ صبٍّ هائم بي ما درى أيّ
سرٍّ في كياني استترا
إنّ سرّي عن أنيني ما نأى ما
وعى سمعي وطرفي ما رأى
لا حجاب بين روحي والبدن فهما
إلفان عاشا في وطن
واستتار الروح عن وعي البشر منهج قد خُطّ في لوح القدر
ليس صوت الناي ريحاً بل لهب عدمٌ من فاته ذاك النشب
فأنين الناي من لفح الغرام والتهاب
الكأس من وحي الهيام
درويش واقف على باب التنوير
يحكى
أنّ نسّاجا للصوف في إحدى مدن الشرق الإسلاميّ، سحب خيطا من بالة (بكرة خيط) فوق
رأسه، وبدأ يلفّها حول يديه، وأخذ يعيد المحاولة، بين يساره ويمينه، ليحوّل الخيوط
إلى قطعة من نسيج. كان الرجل كلّما انقطع الخيط، ربط الطرف المنقطع إلى آخر جديد،
واستمرّ وهو يسبّح باسم الله موحّدا في كل شوط: "لا إله إلا الله". انتباه
الصوفي مع تسبيحه باسم الله كان يعني حضور وعيه. هذا الانتباه هو مغزى الحياة.
وسلوك الصوفيّ يعني الوعي بنوع من حياة غير عادية، كتلك التي يمضي معظمها دون وعي
منها. يقول البعض إنّ لفظة الصوفي تعود صفة لذلك النسّاج المتنسّك الأوّل، وربّما
تعود لدى البعض الآخر للعباءة الصوفيّة التي يرتديها هؤلاء الأولياء فيما يرجعها
بعض اللغويين والمؤرّخين إلى الكلمة اليونانيّة sophos وتعني الحكمة. كما تصف كلمة درويش في بعض معانيها ذلك الصوفي
الواقف على باب التنوير. [[32]]
رقصة
دراويش المولوية
يرتدون
الثياب السوداء نفسها التي كان يرتديها الدرويش الأول، ثمّ ينزعونها عن أجسادهم،
وكأنّهم يستعدّون لترك كل متعلّقات الحياة الدنيا، حيث تظهر تحت السوادء ثياب
بيضاء ذوات تنّورات واسعات، إنّها تحمل لون الذات التي تنزع للتطهّر. إنّهم يدخلون
بابا يفضي بهم للاكتمال، وهو باب مفتوح للأجناس جميعا، يأتون للاتّحاد. يتصاعد
إيقاع الموسيقى ويزيد دوران الدراويش سرعة حتّى لتكاد التنانير تحملهم عن الأرض،
وتحتفي اليدان اللتان ارتفعتا للسماء كجناحي طائر يتوحّد مع السحاب، ولا تسقط
القبعات الطويلة السميكة المشدودة إلى الأذن وهي بشكلها الغريب تشير إلى شواهد
القبور، وهنا يكتمل معنى رقصة الدراويش: لقد تركوا ما يتعلّق بالأرض (الثياب
السوداء) وأخلصوا النفس (الثياب البيضاء) وتركوا الحياة (شواهد القبور) وتطلّعوا
للحياة الأخرى صعودا إلى السماء (الأيدي المنطلقة والتنّورات المحلّقة)، يكتمل
الطقس ويستعيده الراقصون مرّة أخرى بمصاحبة الموسيقى، ومرّة ثالثة حتّى يجلسوا
ويرتدوا ثيابهم ويعودوا من حيث أتوا بعد انحناءات وترنيمات، ويختتم القرآن الكريم
ساعة الوصل. [[33]]
وجدير
بالذكر أنّ بعض المؤرّخين يرون أنّ رقصة المولوية ترجع أصولها إلى ما بعد وفاة
الشاعر جلال الدين. [[34]]
الرومي في عيون المستشرقين والغرب
اهتمّ
المستشرقون كثيرا بآثار جلال الدين وفتحت في الغرب تخصّصات أكاديميّة عكفت على
دراستها، وقبل سنوات قليلة سجّلت مبيعات ترجمة بعض أشعاره أكبر حصّة في الولايات
المتحدّة الأمريكيّة، ويعتبر الكثير من الدارسين لديوانه الصوفيّ الضخم"مثنوي
معنوي" أنّ هذا الأثر هو بحق أثر إنسانيّ بلا منازع، وإبداع عالمي أغمط حق
الاعتراف به. [[35]]
قال
بروكلمان: جلال الدين الروميّ هو أعظم شاعر متصوّف في الإسلام. [[36]]
تتجاوز
شعبيّة جلال الدين الروميّ في الولايات المتحدّة حواجز الزمان والمكان والثقافات
العالميّة. ويقول الباحث في العلوم الإسلامية سيد حسين نصر إنّ هذه نابعة من
"قدرته القويّة على إثارة النشوة والإلهام الإلهيّ. إذ أنّ شعره يحمل قوّة
عالميّة. [[37]]
ويرى
الشاعر الأميركيّ دبليو أس ميروين أنّ شعر جلال الدين الروميّ يستوعب وحدة الوجود
في معناها الأعمّ الأشمل عبر شعر وجدانيّ تأمّليّ دائم التحليق في آفاق العالم
الروحانيّ، لا يكاد يلامس الحياة الماديّة إلاّ ليبيّن تفاهتها إذا ما قيست بحياة
الروح وسعادتها الأبديّة في الكمال والخلود. ويتجلى هذا الوجود الإلهي، أو ما يطلق
عليه المحبوب في الصداقة بين جلال الدين الرومي والصوفي الأمي المتجول شمس الدين
التبريزي الملقب بشمس المغربي؛ إذ كانت هذه الصداقة بمثابة ولادة جديدة لجلال
الدين الرومي، أنشد بعدها للبشرية أرق وأجمل أناشيد الحب الخالدة.[[38]]
ويرجع
الباحث فرانكلين لويس الفضل في الشهرة التي يتمتع بها جلال الدين الروميّ في
أميركا إلى الشاعر والأستاذ الجامعي الأميركي كولمان باركس، مؤلف كتاب The Essential Rumi و Rumi: The Book of
Love (الأساس في أدب الرومي: كتاب الحب) الذي
يعني تقريبا أشعار العشق عند الرومي، والذي يعود له الفضل أكثر من أيّ شخص آخر في
ما يتمتّع به جلال الدين الروميّ حاليّا من شعبيّة وشهرة.[[39]]
قال
الشاعر الأميركيّ كولمان باركس، الذي كانت ترجماته لأشعار الرومي أكبر عامل أدّى
إلى شعبيّته في الولايات المتحدّة: إنّ طبيعة أفكار المذهب الصوفيّ التي تغلب على
أشعار الروميّ وجدت صدى لها بين الأميركيّين الذين يسعون إلى هذه الخاصيّة.
وقال
أيضا كولمان باركس، مترجم المثنوي، وهو شاعر وأستاذ سابق للأدب، عن مثنوي: إنّ هذا
الشعر كتبه جزء مختلف من النفس البشريّة. ولا أعني الشخصيّة، لكنّه شيء آخر مبهم
يتجاوزها.
ولا
يغفل باركس احتمال أن تقرّب أعمال الرومي بين الأميركيين والمسلمين، فيقول: إنّ
الأميركيّين لا يرون أشياء كثيرة في العالم الإسلاميّ. ومن بين تلك الأشياء جلال
الدين الروميّ. إنّنا لا ندرك تماماً ما في أعماله من جمال."
كما
أعرب باركس عن أمله في أن تسهم تلك الترجمات في تيسير الفهم وأن "تصبح بوّابة
يمكن أن تدخل منها أشعار الرومي". ويرى باركس أن نفحات قصائد الرومي تحمل في
ثناياها جوهر الرسالة الإسلاميّة، ألا وهي التسليم بقضاء الله عز وجل. [[40]]
وقال
الشاعر الألماني هانز ماينكي: إنّ شعر الرومي هو الأمل الوحيد في الأوقات المظلمة
التي نعيش فيها.
وتقول
فيليس تيكيل المحرّرة بمجلة بابليشار ويكلي، وهي مجلة للإصدارات الأدبيّة: إنّ
شعبيّة الروميّ تعود إلى ما نعانيه من ظمأ روحي كبير.
كان
جلال الدين مسلما مؤمناً بتعاليم الإسلام السمحة لكنّه استطاع جذب أشخاص من ديانات
وملل أخرى، وذلك بسبب تفكيره المرن المتسامح. فطريقته تشجّع التساهل اللامتناهي مع
كلّ المعتقدات والأفكار. كما كان يدعو إلى التعليل الإيجابي، الخير والإحسان
وإدراك الأمور عن طريق المحبّة. وبالنسبة إليه وإلى أتباعه، فإنّ كلّ الديانات خيّرة
وحقيقيّة بمفاهيمها. لذلك كانوا يعاملون المسلمين والمسيحيّين واليهود معاملة
سواسية. [[41]]
ومن
العناصر التي يتّفق الباحثون أنّها تجذب الاهتمام بشعر جلال الدين الروميّ هو
الشعور الشموليّ الذي يتميّز به شعره وقدرته على كسر الحواجز الدينيّة والثقافيّة،
وهو الأمر الذي حدا بمنظمة اليونسكو لاختيار هذا الرجل الذي قال "إنّني لا
أميّز بين القريب والغريب". وفي حيثيّات إعلانها بتخصيص العام 2007 للاحتفال
بالمئويّة الثامنة لميلاد العارف الكبير جلال الدين الروميّ، قالت اليونسكو:
"إنّه كان ولا يزال أحد المفكّرين والعلماء الكبار الذين أثروا الحضارة الإسلاميّة.
فهو شاعر عالميّ؛ إذ تعتبره الشعوب في كلّ من أفغانستان وجمهوريّة إيران الإسلاميّة
وتركيا شاعرها. فقد كان في شعره يخاطب البشريّة جمعاء." [[42]]
وخلال
السنوات العشر الماضية، حسبما تقول مصادر متعدّدة، فاقت مبيعات دواوين جلال الدين
الرومي مبيعات دواوين أيّ شاعر آخر في الولايات المتحدّة. وبالبحث على شبكة
الانترنيت نجد أنّ كتابة اسم الروميّ ينتج عنها ظهور حوالي ثمانمائة ألف موقع ورد
اسمه عليها. [[43]]
المولوية في عيون السلطة
كانت
المولويّة تتكفّل بتقليد السلطان سيفه عند جلوسه على العرش، وانتسب إليها الكثير
من الأمراء، و ظلّت هذه الفرقة محلّ إجلال وتقدير طيلة العهد العثمانيّ إلى أن
ألغاها كمال أتاتورك عام 1926، عندها تحوّل مركز المولويّة إلى حلب في سوريا. [[44]]
في
الثالث عشر من ديسمبر 1925، أصدر العسكر رفاق كمال مصطفى أتاتورك، الذين أطاحوا
بالإمبراطوريّة العثمانيّة، القانون رقم 677، الذي يقضي في مادّته الأولى بإغلاق
كل تكيّة وزاوية فوق أراضي الجمهوريّة التركيّة، سواء كانت وقفا، أو ملكا خاصا، أو
مؤسّسة تحت أيّ مسمىً، مع إلغاء كلّ الألقاب التي ترتبط بهذه الأماكن الدينيّة
كالشيخ، والدرويش، والإمام، والصديق، والأمير، والخليفة، وإغلاق مقابر كلّ
السلاطين والدراويش، وإلغاء مهنة حرّاس المقابر، بل تحريم ارتداء أزياء لها رموز
دينيّة، والإقرار بالحبس لفترة لا تقلّ عن ثلاثة شهور وغرامة لا تقلّ عن 50 ليرة
تركيّة لمن يخلّ بأيّ ممّا سبق. وبعد نحو ربع قرن من الحظر، أقنعت حفنة من الدراويش
الحكومة المحلّية في قونية أنّه لن يكون هناك أيّ ضرر لتقديم رقصة
"الدوران" كنوع من التقليد التاريخيّ، في الثقافة التركيّة الجديدة. وفي
عام 1964 دعت منظمة اليونسكو المولويّة إلى باريس لتبدأ أوّل رحلة أوروبيّة لهذا
الطقس الساحر. [[45]]
خاتمة
هذه
نبذة عن حياة الشيخ جلال الدين، ولئن قيل إنّ شعوب خراسان والهند والفرس والترك
والروم تتنازعه، فلا شكّ أنّ العرب أولى بذلك أن كان عربيّا قرشيّا أصيلا، وعليه
فهو للمسلمين كلّهم، أو للإنسانيّة قاطبة. ولئن رأى البعض المثنوي غزلا صوفيّا،
فهو بالأساس وقبل ذلك شرح وبيان لمعاني القرآن الكريم. وحبّذا لو يعقد فصل
للمقارنة بين فكره وفكر الشيخ الأكبر، ولاسيما في وحدة الوجود أو وحدة الشهود، كما
يسمّيها السادة النقشبندية، وللشيخ بهاء الدين نقشبند البخاري أيضا في هذه المسألة
آراء قيّمة وجديرة بالبحث والمقارنة والدراسة، والله الموفق للصواب. [[46]]
إعداد: محمد فؤاد الخليل القاسمي الحسني
المقطع 1430 / 2009
[[3]] بلخ: مدينة مشهورة بخراسان ومن أجلّ مدنها خضعت
بعد موت الأسكندر الكبير للحكم السلجوقي زمنا ثم خرجت عليه وانضمت إلى فارس وكانت
مركزا للثقافة اليونانية وسوقا نشطا للتجارة. تقع على الشاطئ الجنوبي لنهر جيحون
وهي اليوم من بلاد الأفغان وينسب إليها كثير من العلماء. انظر: تعريف بالأماكن
الواردة في البداية والنهاية لابن كثير 1: 332.
[[7]] إبراهيم بن أدهم بن منصور، التميمي البلخي أبو
إسحاق: زاهد مشهور. جال في العراق والشام والحجاز. وأخذ عن كثير من علماء الأقطار
الثلاثة. وكان إذا حضر مجلس سفيان الثوري وهو يعظ أوجز سفيان في كلامه مخافة أن
يزل. أخباره كثيرة، (تـ 161 هـ / 778 م).
انظر: حلية الأولياء 7: 367. دائرة
المعارف الإسلامية 1: 33. الأعلام
للزركلي 1: 31.
[[9]] نيسابور: وتسمى (أبرشهر) ويقول بعضهم (إيران
شهر). من مدن خراسان، وإحدى عواصمها. كانت في العصر العباسي من أشهر مراكز الثقافة
والتجارة والعمران، وذلك قيل أن يدمرها زلزال أصابها سنة 540 هـ، ثم
أكمل خرابها غزو المغول لها سنة 618 هـ (1221م). نسب
إليها كثير من العلماء. انظر: تعريف بالأماكن الواردة في البداية والنهاية لابن
كثير 2: 394.
[[11]] محمد بن إبراهيم العطار النيسابوري، الهمداني
(فريد الدين) صوفي، شاعر، طبيب، صيدلي. ولد بنيسابور، وقضى طفولته في المشهد
الرضوي، وسافر إلى ما وراء النهر والهند والعراق والشام ومصر. له جواهر اللذات، ومنطق
الطير. حج ورجع إلى نيسابور وتوفي بها سنة 627 هـ/1230 م.
انظر: كشف الظنون 616، أعيان الشيعة 43: 216، 217 . معجم
المؤلفين: 8: 209.
[[17]] كَرمَان: إقليم يقع بين إقليم فارس غربا،
وإقليم مكران والمفازة الكبرى شرقا، والخليج العربي جنوبا، وفيه يمتد رأس هرمز
وقاعدة الإقليم مدينة (كرمان)، ومن مدنها مدينة (بردسير) وكانت عاصمة إقليم أيام
بني بويه. انظر: تعريف بالأماكن الواردة في البداية والنهاية لابن كثير 2: 256. ومعجم
البلدان 3 : 477.
[[20]] صاحب الروم السلطان علاء الدين كيقباذ ابن
السلطان كيخسرو ابن السلطان قلج أرسلان ابن السلطان مسعود ابن السلطان قلج أرسلان
ابن السلطان سليمان بن قتلمش السلجوقي، أصحاب مملكة الروم. كان شجاعا، مهيبا،
وقورا، سعيدا، هزم خوارزم شاه، واستولى على عدة مدائن، وتزوج بابنة العادل فولد له
منها. وكان قبله قد تملك أخوه كيكاوس، فاعتقل أخاه هذا مدة، فلما نزل به الموت
أحضر كيقباذ وفك قيده وعهد إليه بالسلطنة، ووصاه بأطفاله، فطالت أيامه، وكان فيه
عدل وإنصاف في الجملة. مات في شوال سنة أربع وثلاثين وست مئة. وتملك بعده ولده
غياث الدين كيخسرو، وكانت دولة كيقباذ تسع عشرة سنة. انظر: سير أعلام النبلاء: 23: 24. ومرآة
الزمان: 8: 703، وذيل
الروضتين: 165، والعبر: 5 : 139، وشذرات
الذهب: 5: 168.
[[21]] معلوم أنّ الشيخ محيي الدين ابن عربي كان قد
استقر في دمشق سنة 620 هـ= 1223 م إلى أن وافته المنية 638 هـ = 1240 م، فيكون احتمال لقاء جلال الدين
بمحيي الدين ولو آخر حياته قائما، ولاسيما إذا علمنا أنّ ربيب محيي الدين وتلميذه
وناشر فكره في بلاد الروم محمّد صدر الدين القونوي كان من الأصدقاء المقرّبين
لجلال الدين الرومي. وعليه فلا يبعد أن تكون أفكار الشيخ محيي الدين قد انصهرت في
أشعار جلال الدين.
[[22]] القطب شمس الدين محمّد بن علاء الدين
التبريزي، ولد في تبريز وتتلمذ على يد الصوفي الكبير (بابا كمال الدين جندي) كان
أميا، كثير التنقل، ويتسم بالحماس في حديثه، بليغ الأثر في نفوس مستمعيه. قدم إلى
قونية سنة 1244 م، وقيل
اغتيل في ديسمبر 1248. انظر:
المثنوي لجلال الدين الرومي: الجزء الأول، ترجمة وشرح د . محمد عبد السلام كفافي.
وجلال الدين الرومي، الدرويش الشاعر. أشرف أبو اليزيد، مجلة "العربي"
نوفمبر 2007، عدد 588.
[[46]] ويمكن مراجعة أيضا: المؤتمر الدولي حول جلال الرومي متاح على موقع
جامعة ماريلاند على شبكة الإنترنت. / وقرار منظمة اليونسكو للاحتفاء بجلال الدين
الرومي العام 2007 متاح على موقع اليونسكو على الشبكة
الإلكترونية الدولية. / وتاريخ الأدب العربي: كارل بروكلمان – أشرف على الترجمة:
أ.د. محمود فهمي حجازي – الهيئة المصرية العامة للكتاب – القاهرة: 1413
هـ = 1993م، - القسم الرابع: 7-8.
/ ودائرة المعارف الإسلامية: هـ. سما – فنسنك – كب – هفنك – ليفي بروفنسال- ترجمة:
إبراهيم زكي خورشيد – أحمد الشنتناوي – د. عبد الحميد يونس – دار الشعب – القاهرة:
[د.ت] – المجلد: 12. / ومولانا جلال الدين الرومي وجولة في ديوانه شمس تبريزي: د.
مختار الوكيل – مجلة المنتدى بالعدد الأول – السنة الأولى: صيف 1978م.
/ ومثنوي مولانا جلال الدين الرومي - ترجمة إبراهيم الدسوقي شتا – الزهراء للإعلام
العربي – القاهرة 1412 هـ = 1992م.
/ وتاريخ الشعوب الإسلامية لكارل بروكلمان، ترجمة نبيه فارس ومنير البعلبكي، ط5:
378-379. / وسمير
حلبي، في ذكرى وفاته: 5 جمادى الآخرة 672هـ
الأحد. يونيو. 17, 2007.
/ وأناماريا شيميل، "I am Wind, you are Fire"، صفحة 11 . / و Fundamentals of Rumi's Thought By Sefik Can, M. Fethullah Gulen،/ ومجلة "العربي" نوفمبر 2007،
عدد 588. / ولويس فرانكلين, Rumi: Past and Present, East and West – The Life,
Teachings, and Poetry of Jalal al-Din Rumi, دار ون
وورلد, 2000.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق