على عتبات أبواب التصوّف
بقلم محمد فؤاد بن الخليل القاسمي الحسني
قال اللّه تعالى: {أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها}. قال عبد اللّه بن عبّاس: (الماء العلم والأودية القلوب)، قال السكندريّ في الحكم: (العلم النافع هو الذي ينبسط في الصدر شعاعه، ويكشف عن القلب قناعه)، قال السهرورديّ أبو النجيب في الآداب: (أوّل التصوّف علم ووسطه عمل وآخره موهبة)، قال الواسطي: (صفاء القلوب من وصول ذلك الماء إليها)، قال السهروردي ابن عمويه في العوارف: (الحبّ أساس أحوال الصوفيّة). قال ابن خلدون في المقدّمة: (هذا العلم من العلوم الشرعيّة الحادثة في الملّة، وأصله أنّ طريقة هؤلاء القوم لم تزل عند سلف الأمّة وكبارها من الصحابة والتابعين ومن بعدهم طريقة الحق والهداية...)، قال اللّه تعالى: {ولا تنس نصيبك من الدنيا}. قال الغزالي أبو حامد في الرسائل: (... ونصيب كلّ واحد من الدنيا ما حمل من زاد الآخرة، لأنّ كلّ الخلق مسافرون للحضرة الإلهيّة...)، قال تعالى: {وتزوّدوا فإنّ خير الزّاد التقوى واتّقون يا أولي الألباب}. فنشأة التصوّف كسبيل وطريق للوصول إلى اللّه، تقدّمت عن نشأته كاصطلاح بعقود، قال طه سرور في الحلاّج: (... وليس التصوّف بدعا في هذا، فكلّ منهج من مناهج المعرفة في الإسلام انبثق كما انبثق التصوّف من روح القرآن، وجوهر رسالته، وبدأ كما بدأ التصوّف مع الإسلام... فإنّنا مثلا نستطيع أن نقول مع الفقهاء، إنّ الفقه نشأ مع الإسلام، وليس معنى هذا القول أنّ التفريعات الفقهيّة، والاستنباطات والمصطلحات الفنيّة، كانت في صدر الإسلام وفي الكتاب والسنّة، وإنّما كانت هناك البذور الأولى، والمادّة الأولى، التي نمت وتطوّرت ومشت مع الحياة...) قال ابن خلدون: (... فلمّا فشا الإقبال على الدنيا في القرن الثاني اختصّ المقبلون على العبادة باسم الصوفيّة والمتصوّفة...)، ففي بداية القرن الثالث للهجرة بلغ المسلمون من الترف والتهافت على الدنيا مبلغا أوصلهم حدّ الصراع والتحزّب، قال تعالى: {ومن كلّ شيء خلقنا زوجين اثنين}، فبلغ في المقابل التصوّف اكتماله ووضعت قواعده وانتظمت مدارسه بظهور المحاسبيّ وذي النون المصريّ والبسطامي وشيخ الطائفة أبي القاسم الجنيد. قال القرضاويّ في الفتاوى المعاصرة: (ومن هنا ظهر هؤلاء الصوفيّة ليسدّوا ذلك الفراغ، الذي لم يستطع أن يشغله المتكلّمون ولا أن يملأه الفقهاء، وصار لدى كثير من النّاس جوع روحي، فلم يشبع هذا الجوع إلاّ الصوفيّة)، قال المؤرّخ ابن الأثير عن هذه الفترة: (... فرقة واحدة بقيت بعيدة عن التعصّب، ألا وهي فرقة الصوفيّة، فقد كانوا يمتازون بسلامة الفكر والعفّة والأخلاق الحميدة، فأكسبهم هذا حبّ كثير من النّاس...)، وكيف لا وقد قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في الحديث القدسيّ: (إذا أحبّ اللّه العبد نادى جبريل إنّ اللّه يحبّ فلانا فأحبّه، فيحبّه جبريل، فينادي جبريل في أهل السماء إنّ اللّه يحبّ فلانا فأحبّوه، فيحبّه أهل السماء، ويوضع له القبول في أهل الأرض)، ويكون من الذين ورد فيهم الحديث: (والذي نفس محمّد بيده لئن شئتم لأقسمنّ لكم أنّ أحبّ عباد اللّه تعالى إلى اللّه الذين يحبّبون اللّه إلى عباده، ويحبّبون عباد اللّه إلى اللّه، ويمشون على الأرض بالنصيحة). قال رسول اللّه صلوات اللّه وسلامه عليه وعلى آله: (ذهب صفو الدنيا وبقي الكدر). قال القشيريّ في الرسالة: (الصفاء محمود بكلّ لسان، ضدّه الكدورة وهي مذمومة، فالتصوّف من الصفاء) قال السهرورديّ الشهاب: (صافاهم فصفوا له فقلوبهم من نورها المشكاة والمصباح). فالتصوّف مع أنّه توحيد وإخلاص للواحد الأحد، هو تأمّل في جمال الخالق بالنظر إلى جمال خلقه، وإبداعه في الكون، قال الغزالي: (ليس بالإمكان أبدع ممّا كان)، قال تعالى: {ويتفكّرون في خلق السموات والأرض ربّنا ما خلقت هذا باطلا}، قال إنشتاين، نقلا عن التصوّف والأمير لجواد المرابط، ولا محلّ لإدراج قوله إلاّ لمن ولع بطرازه: (إنّ الإنسان الذي لم يختبر وقفة من وقفات الصوفيّة حيال العالم، ولم يشعر نحوه بالروعة والإيمان، هو حيّ حكمه حكم الميّت)، كما قال الشاعر (وأجسادهم دون القبور قبور). ولا مجال هنا ولا طاقة لمثلي بالخوض في هذا الباب، وإنّما المراد فقط إعطاء فكرة بسيطة حول الموضوع، ولا يفوتني التذكير بأنّ المآخذ التي كانت لبعض العلماء على الصوفيّة، كالشيخ ابن تيميّة في المتقدّمين، والشيخ محمّد عبده والشيخ رشيد رضا في المتأخرين، والتي يحملها البعض لواء يلوّحون به، لم يقصدوا بها الصوفيّة الحقّة، أو صوفيّة الحقائق، كما سمّاهم الشيخ ابن تيميّة، وإنّما عنوا بها الذين غالوا في الدين وابتعدوا عنه وابتدعوا، وما كانوا سابقين في ذلك، فها هي بعض أقوال السادة الصوفيّة التي شدّدوا فيها على وجوب لزوم الكتاب والسنّة، نقتطفها من الرسالة وطبقات الشعرانيّ. يقول ذو النون المصريّ: (مدار الكلام على أربع حبّ الجليل وبغض القليل واتباع التنزيل وخوف التحويل). ويقول: (من علامات المحبّ للّه متابعة حبيب اللّه عليه الصلاة والسلام في أخلاقه وأفعاله وأوامره وسننه). ومن بعده السريّ السقطيّ يقول: (التصوّف اسم لثلاث معان، وهو الذي لا يطفئ نورُ معرفته نورَ ورعه ولا يتكلّم بباطن في علم ينقضه عليه ظاهر الكتاب أو السنّة، ولا تحمله الكرامات على هـتك أستار محارم اللّه). ويقول أبو يزيد البسطاميّ: (لا تغترّوا بأحد حتّى تنظروا كيف تجدونه عند الأمر والنّهي وحفظ الحدود وأداء الشريعة). ويقول ابن أبي الحواريّ الدمشقيّ: (من عمل عملا بلا اتّباع سنّة رسول اللّه عليه الصلاة والسلام فباطل عمله). ويقول شيخ الطائفة أبو القاسم الجنيد: (الطرق كلّها مسدودة على الخلق إلاّ على من اقتفى أثر الرسول عليه الصلاة والسلام). ويقول: (من لم يحفظ القرآن ولم يكتب الحديث، لا يقتدى به في هذا الأمر، لأنّ عملنا هذا مقيّد بالكتاب والسنّة). ومن بعده أبو القاسم النصرآباذيّ يقول: (التصوّف ملازمة الكتاب والسنّة وترك الأهواء والبدع). وقال أبو عليّ الروذباريّ: (التصوّف مذهب كلّه جدّ فلا تخلطوه بشيء من الهزل). وقال أبو العبّاس بن عطاء الآدميّ: (من ألزم نفسه آداب الشريعة، نوّر اللّه قلبه بنور المعرفة، ولا مقام أشرف من مقام متابعة الحبيب عليه الصلاة والسلام في أوامره وأفعاله وأخلاقه). وقال أبو بكر الطمستانيّ: (من صحب منّا الكتاب والسنّة وتغرّب عن نفسه والخلق، وهاجر بقلبه إلى اللّه، فهو الصادق المصيب). وقال ابن منازل الملاماتيّ: (من ضيّع فرضا، ابتلي بتضييع السنّة، ومن ضيّع سنّة أوشك أن يبتلى بالبدع). قال أبو الفوارس شاه الكرمانيّ: (علامة التقوى الورع، وعلامة الورع الوقوف عند الشبهات). قال النصرآباذيّ: (لن يجترئ على الشبهات إلاّ من تعرّض للمحرّمات). ومن بعدهم الشيخ محيي الدين ابن عربي يعرّف التصوّف في اصطلاحاته بقوله: (هو الوقوف مع الآداب الشرعيّة ظاهرا وباطنا)، ويقول الشريف الجرجانيّ في التعريفات: (التصوّف هو النصح لجميع الأمّة والوفاء للّه تعالى على الحقيقة واتّباع رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم في الشريعة). وأخيرا يؤكّد الشيخ محمّد بهاء الدين النقشبند في وصيّته: (إيّاك إيّاك ومطالعة كتب القوم، فالتفكّر في كلماتهم يضرّك ولا ينفعك، وعليك بظاهر الكتاب والسنّة، وبما عليه جمهور أهل السنّة...)، فتحذير الشيخ النقشبند من مطالعة كتب القوم، على حدّ تعبيره، والمقصود بها هو أقوالهم وأفعالهم وأحوالهم التي تغيب عن أفهام القاصرين، لم يكن جزافا، لأنّه إذا سمع أحدهم قول البسطامي (سبحاني ما أعظم شأني)، أو قول الحلاج (أنا الحق)، وردّده عن جهل هلك، وقد حدث هذا، حتى قال الشاطبيّ في الاعتصام: (... ممّن يدّعي التخلّق بخلق أهل التصوّف المتقدّمين، أو يروم الدخول فيهم، يعمدون إلى ما نقل عنهم في الكتب من الأحوال الجارية عليهم، أو الأقوال الصادرة عنهم، فيتّخذونها دينا وشريعة لأهل الطريقة، وإن كانت مخالفة للنصوص الشرعيّة من الكتاب والسنّة...)، وقال القشيريّ عن المدّعين: (... ثمّ لم يرضوا بما تعاطوه من سوء هذه الأفعال حتّى أشاروا إلى أعلى الحقائق والأحوال، وادّعوا أنّهم تحرّروا عن رقّ الأغلال... ) فقول البسطامي أو الحلاّج يبقى، هو ذاته وليس فهمه فقط، لهما، أو لمن كان في مقامهما أو أعلى، قال شيخ الإسلام زكريا الأنصاريّ في هامشه على القشيريّة: (إنّ الصوفيّة تجري على ألسنتهم كلمات لا يفهمها غيرهم...)، ولذا نجد الجنيد قد عللّ قول البسطاميّ: (بأنّ الرجل مستهلك في شهود الإجلال، فلم يشهد إلاّ الحقّ تعالى فنعته ونطق به)، وقال عنه أيضا: (نطق الحقّ على لسانه)، ومنطلقه في ذلك الحديث القدسيّ من عادى لي وليّا فقد آذنته بالحرب، وفيه: (...فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها...)، ويوافقه في هذا ابن تيميّة بقوله في فتاويه، جزء التصوّف: (... وكذلك ما يرد على القلب ممّا يسمّونه السكر والفناء، ونحو ذلك من الأمور التي تغيب العقل بغير اختيار صاحبها... وقد يحصل السكر بسبب لا فعل للعبد فيه، كسماع لم يقصده يهيج قاطنه ويحرّك ساكنه، ونحو ذلك، وهذا لا ملام عليه فيه...)، وهذا حال الفناء الذي عرّفه ابن القيم في مدارج السالكين بقوله: (حقيقة الفناء أن يفنى من لم يكن ويبقى من لم يزل)، قال زكريا الأنصاري عن حال البسطاميّ: (... فيه دليل على كمال استغراقه في أكثر أوقاته، وهو يحبّ أن لو خفّف عنه ما هو فيه ليرجع إلى إحساسه وينتفع بما لا بدّ منه...) على أنّ تمكّن الجنيد جعله يرى موت الحلاّج، لأنّه تفوّه بما لم ينبغ له وهو في حال حضور لا فناء، وقد قال السهروردي الشهاب: (بالسرّ إن باحوا تباح دماؤهم * وكذا دماء العاشقين تباح). وإن كان للحلاّج مرامي أبعد، نبت عنها أولم تبلغها سهامه. فهو الذي أنشد: (وظنّوا بي حلولا واتحادا * وقلبي من سوى التوحيد خال). وبعد هذا، لاحظ ما قاله القشيريّ وهو من أهل القرن الرابع الهجريّ، في مقدّمة رسالته الشهيرة: (...إنّ المحقّقين من هذه الطائفة انقرض أكثرهم ولم يبق في زماننا هذا من هذه الطائفة إلاّ أثرهم، حصلت الفترة في هذه الطريقة، لا بل اندرست الطريقة بالحقيقة، مضى الشيوخ الذين كانوا بهم الاهتداء، وقلّ الشباب الذين كان لهم بسيرتهم وسنّتهم اقتداء، وزال الورع وطوي بساطه، واشتدّ الطمع وقوي رباطه وارتحل عن القلوب حرمة الشريعة، فعدّوا قلّة المبالاة بالدين أوثق ذريعة، واستخفّوا بالعبادات وركنوا إلى اتّباع الشهوات...)، وفي هذا المضمون قال محمّد بن محمّد الأمير وهو من القرن الثاني عشر في ثبته: (... واعلم أنّ الخرقة وعلم الراية والحزام ونحو ذلك ليست هي المقصود الأصليّ من الطريق، بل مدار أصل الطريق مجاهدة النفس وإلزامها بالشريعة والسنّة المحمّديّة في الباطن والظاهر، ولذلك لمّا سئل الإمام مالك رضي اللّه عنه عن علم الباطن قال للسائل اعلم بعلم الظاهر يورثك اللّه علم الباطن... والمدّعون اليوم أفسدوا الأوضاع واقتصروا على الصورة الظاهريّة...)، وبعد قرن قال محمّد بن محمّد القاسميّ في الزهر: (... وما أكثر من أشير إليهم بالمشيخة في زماننا هذا، فإنّهم قلبوا الموضوع، وغيّروا الرسم المطبوع، يفنون غالب أعمارهم في تحصيل الدنيا وتنظيم المعاش، فمنهم من يسجد له من دون اللّه، ومنهم من يجرّه استدراجه إلى أن يبيح المحرّمات، ويحسبون أنّهم على شيء، ألا إنّهم هم الكاذبون...). وقد تساءل بعض عن سبب تعدّد الطرق الصوفيّة، فالأمر كما هو الحال في تعدّد المذاهب الفقهيّة والعقيديّة كما أسلفنا، وحتّى القراءات للقرآن الكريم وهو واحد، فالنبع واحد والشراب واحد {مختلف ألوانه فيه شفاء للنّاس إنّ في ذلك لآية لقوم يتفكّرون}. وقال تعالى: {كلّ قد علم صلاته وتسبيحه}. أمّا عن الاستسلام في التربية، والذي يعتبر محط انتقاد الكثيرين للصوفيّة، حيث يعتبرونه تعطيلا لفكر الإنسان، لست أدري لماذا لم ينظروا بنفس العين إلى أحكم مؤسّسات الدول والمجتمعات، أعني المؤسّسة العسكريّة، ولنتساءل، هل إذا أمر قائد جنوده بأمر ما، يراودونه ويطلبون المبرّرات والتعليلات قبل الاستجابة، أم أنّهم ينفّذون الأوامر، وينقادون في كلّ الحالات، سلما كانت أو حربا، لثقتهم بأنّ قائدهم مطّلع على ما لم يدركوه، وأنّ غايته مصلحتهم ومصلحة مجتمعهم، فكذلك الأمر بالنسبة للشيخ الذي يتعهّد صاحبه بالتربيّة والتوجيه، في خوض معركة الحياة الدنيا، وهي دار الامتحان بالابتلاء كرما أو هوانا، فيأخذ بيده، لكي لا يقول إنّما أوتيته على علم، أو يقول إنّ ربّي أهانني، إلى سبيل الفهم عن اللّه في العطاء والمنع، فيكون من الشاكرين في الحالين، قال تعالى: إنّا هديناه السبيل إمّا شاكرا وإمّا كفورا. ومن جهة أخرى، ولتوضيح هذه النقطة، قال القشيريّ: (اعلموا رحمكم اللّه تعالى، أنّ المسلمين بعد رسول اللّه عليه الصلاة والسلام، لم يتسمّ أفاضلهم في عصرهم بتسمية علم سوى صحبة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، إذ لا فضيلة فوقها، فقيل لهم الصحابة، ولمّا أدركهم أهل العصر الثاني، سمّي من صحب الصحابة التابعين، ورأوا ذلك أشرف سمة، ثمّ قيل لمن بعدهم أتباع التابعين، ثمّ اختلف النّاس، وتباينت المراتب، فقيل لخواصّ النّاس ممّن لهم شدّة عناية بأمر الدين الزّهاد والعبّاد، ثم ظهرت البدع وحصل التداعي بين الفرق، فكلّ طريق ادّعوا أنّ فيهم زهّادا، فانفرد خواصّ أهل السنّة المراعون أنفاسهم مع اللّه تعالى الحافظون قلوبهم عن طوارق الغفلة باسم التصوّف...) فالتصوّف صحبة من صحب رسول اللّه صلوات اللّه وسلامه عليه وعلى آله، وهو الكمال الإنسانيّ. قال ابن رشد: (الكمال هو التشبّه بصفات اللّه). بعد هذا الاستطراد، أذكّر بأنّ السادة الصوفيّة، وقد وصفهم بعض العامّة بالتواكل والتخاذل، كانوا في طلائع المجاهدين بأموالهم وأنفسهم، ولكي لا نضرب في التاريخ فيطول بنا الحديث عن شقيق البلخيّ وحاتم الخراسانيّ وغيرهما، نقتصر على أقربهم إلينا زمانا ومكانا، الأمير عبد القادر الجزائريّ، الذي لا ينكر علمه وعمله في المشرق والمغرب إلاّ جاحد، يقول في ديوانه فضلا عن مواقفه: فقل للذي ما ذاق طعم شرابنا * ولا خاض بحرنا حقيقا ولا دعوا * إليك تنحّا إنّنا خضنا أبحرا * وتلك البحار بعدنا تركت رهوا * فاترك البحر رهوا، وأعرض عمّن تولّى عن ذكرنا ولم يرد إلاّ الحياة الدنيا ذلك مبلغهم من العلم إنّ ربّك هو أعلم بمن ضلّ عن سبيله وهو أعلم بمن اهتدى.
محمّد فؤاد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق