الأحد، 19 مايو 2013

ملاحق ومراجع بحث التعليم في زاوية الهامل


ملاحق ومراجع بحث التعليم في زاوية الهامل

اخترنا نماذج من بعض النصوص والصور للإفادة وإثراء البحث، وهي مذكرة للشيخ محمد المكي القاسمي، وإجازة القاسمي وبرنامج الكتاني، وخطاب السنوسي، وخطاب آخر للديسي.

مذكرة الشيخ المكي القاسمي

بسم اللّه الرحمن الرحيم
الحمد للّه وحده والصلاة والسلام على رسول اللّه وكلّ من والاه،
الكتب التي قرأتها على الأستاذ بن عبد الرحمن قدّس سرّه:
الأجروميّة، بشرح الشيخ خالد، وحاشية أبي النّجا وشرح اللّقّانيّ وهو شرح مبسوط، وشرح الباكورة، الأزهريّة، بشرح الأزهريّ وحاشيتيّ العطّار والأمير، القطر، بشرح المصنّف والفاكهيّ، الشّذور، بشرحه للمصنّف، الألفيّة، بشرح المكّوديّ والسيوطيّ، الملحة، بشرح بحرق، الكافية، بشرح الجامي، التسهيل، بشرح الإمامين، متن الشبراويّ، متن العطّار، نظم الأجروميّة، شرح البيجوريّ، شرح الجمل، من نظم الأستاذ، متن البناء، لامية الأفعال بشرح بحرق الكبير، العزّي، بشرح السعد، التصريف بشرح البيجوريّ، رسالة الدردير، الجوهر المكنون، عقود الجمان، بشرح السيوطيّ، شرح بديعيّة العميان، للرّعينيّ، قواعد اللّغة العربيّة للمدارس، أنوار الربيع في الصرف والنحو والمعاني والبيان والبديع، الكافي في العروض والقوافي، الخزرجيّة، بشرح شيخ الإسلام زكريا، ابن كيران، بيان، إيساغوجي، السلّم، بشرح الدمنهوريّ، السنوسيّة، بشرح البيجوريّ، العقائد النسفيّة، بشرح السّعد وحاشية الخياليّ، الجوهرة، بالبيجوريّ، متن الدردير، بشرحه، متن ابن عاشر، بشرح ميّارة الكبير، الإتقان في علوم القرآن، الجزء الأوّل، الجزريّة، حرز الأماني، متن، سورة البقرة، جزء عمّ وسبّح بتفسير الجلالين، متن البيقونيّة، غرامي صحيح، شرح سيّدي عبد الرحمن الفاسيّ، في المصطلح، نبذة من أوّل الجامع الصّغير، وباب، كان منه، بشرح [بياض قدر كلمة]، راموز الحديث، نبذة منه، ألفيّة العراقيّ، في السّيرة، متن الورقات، بشرحه، نظم الورقات، بشرحه للأستاذ، مهيع الوصول، ألفيّة لابن عاصم، الجزء الثاني من الرّسالة، لابن أبي زيد، كتاب الصلاة والذكاة، من المختصر، متن، دروس من كتاب البيوع، بالشّرح، أكثر العاصميّة، بشرح ابن النّاظم، فرائض المختصر، متن القلصاديّ:، حساب، متن السنوسيّ، تصوّف، الرسالة، تصوّف، النقاية، نبذة من الفتوحات المكيّة، ألفيّة البكريّ، تاريخ فكري، رسائل البشريّ، تاريخ التذكرة الأيّوبيّة، نبذة منها، الطبّ النبويّ، كتاب في الأدب، من تأليف الأستاذ، رسائل ابن عبّاد، لم يكمل، كتب الموضوعات العلميّة، القانون، لليوسيّ، يشتمل على 12 علما، النقاية، للسيوطيّ، تحتوي على 18 علما، عيون المسائل، ذكر فيه 30 علما،
العمّ الشيخ سيّدي محمّد بن الحاجّ محمّد، تركني صغيرا، واستفدت منه دعاء كان يدعو به إذا اجتمعنا عنده وهو، حصّنتكم بالحيّ الذي لا يموت أبدا ودفعت عنّي وعنكم كلّ سوء بألف ألف لا حول ولا قوّة إلاّ باللّه، الوالد الشيخ سيّدي المختار، تركني أيضا صغيرا، وعلّمني فرائض الوضوء والصّلاة، وسردت عليه نصيبا من الأجروميّة كان كلّفني بحفظها وفهمها على الشيخ بن عبد الرحمن، مع قراءة القرآن، وكلّفني أيضا بحفظ الأحاديث القضاعيّة وعقيدة السّيوطيّ، وحضرت درسه في ختم البخاريّ، وسمعنا منه بعض الموالد النبويّة لأنّه كان يحتفل بها كثيرا، جازاهم اللّه عنّا خيرا،  العمّ الشيخ سيّدي بلقاسم رحمه اللّه، أستاذي في الفقه، قرأت عليه كتاب الصّلاة من المختصر مرارا، وكتاب الذّكاة، والبيوع ولم يكمل، وبعض الإجارة، وسمعت منه سيرة البرزنجي، وشرعت عليه في قراءة شرح الرحمانيّة بإلزام منه ولم يكمل، زيادة على الفوائد الحديثيّة والتفسيريّة والصوفية التي تعرض له استطرادا أثناء درسه في الفقه لأنّه الفنّ الذي تخصّص به وله فيه يد طولى وبراعة زائدة في التعبير وإلقاء الدروس، وكم له في مجالس الوعظ والإرشاد من حكم، وأجازني إجازتين، إحداهما كتبها على ظاهر الرّحمانيّة وقد سمعتها منه تماما في السّنة التي توفي فيها الوالد رحمه اللّه وأنا إذ ذاك لا زلت أقرأ القرآن، وكان يحضر درسه جمّ غفير من الطلباء والإخوان، والإجازة الثانية كتبها لي على ظاهر تفسير البحر لأبي حيّان، ومات رضي اللّه عنه وهو عنّي راض، جازاه اللّه عنّا خيرا، العمّ سيّدي إبراهيم رحمه اللّه، مات وتركني صغيرا أيضا، وكان يحبّني كثيرا، وسمعت منه دعاء سيّدي أحمد بن ناصر الدرعيّ، وأمرني بحفظه، وهو، يا من إلى رحمته المفرّ، إلخ،  العمّ الشيخ أحمد رحمه اللّه، سمعت منه قواطع الطريق، نظم وشرح الشيخ بنعزّوز، شيخ مشايخنا، وأجزاء من معالم الإيمان، قرأه بحضرة أخيه الشيخ سيّدي بلقاسم، بمحلّ الأستاذ، في السّنة التي توفي فيها الوالد، وأخذت عنه الفقه أيضا، سمعت منه كتاب الإجارة من أوّله إلى آخره، وأكثر كتاب البيوع والذّكاة، وبعض ابن عاشر، الشيخ الحفناويّ، قرأت عليه نبذا من الفتوحات لشغفه به كثيرا، وهو الذي حثّني على كلام القوم، وقد شاهدت لوصيّته بركة وفتحا والحمد للّه، وقرأت عليه أيضا أوّل عقائد العضد بشرح الدواني وحاشية السيالوكتي ونحن بمدينة الجزائر، وختمت عليه منظومة الأستاذ الشيخ المكيّ في الربع المجيب، إلى غير ذلك من الفوائد التي سمعناها منه في كلّ فنّ، خصوصا في فنّ المعقول، فقد كان فيه أعجوبة زمانه، وقرأت على الشيخ الحسين سردا شرح التلخيص ولم يكمل، وحضرت درسه في الجوهر المكنون وأظنّه لم يكمل، واستفدنا منه فوائد كثيرة في المجالس، وحضرت دروس الشيخ العابد في الألفيّة والتفسير والحديث، وسردت عليه التصريح، ومن مشايخي أيضا الشيخ الأمين، ومجالسه رضي اللّه عنه بل وسائر أحواله دروس تهذيبيّة إرشاديّة، وأوّل بيت سمعته منه في السّنة التي شرعت فيها في قراءة العلم النّاس أهدى في [كذا] وكان ذلك بحضرة الأستاذ الديسيّ، فقال لي هذا البيت [كذا] [كذا] أستاذك، وقد أجازني والحمد للّه، سمعت حديث الأوّليّة على الشيخ الكتّانيّ وأجازني، وأخذت الطريق عن الشيخ محمّد الصّغير رحمه اللّه، آمين،،،،انتهى144

إجازة القاسمي

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد للّه الذي أجاز من اتّصل ببابه بسنى ثوابه، والصلاة والسلام على النبيّ الأعظم، والسند الأكرم، صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلّم، وعلى سائر عباده الذين اصطفى، وعلى كلّ من قصد الوصلة بهم بقصد التيمّن والاقتفاء. أمّا بعد؛ فمن المعلوم اتّفاق الكلمة على أفضليّة العلم، وأنّه أشرف صناعة، وأنفس بضاعة، وأكمل ما فيه يتنافس المتنافسون، وأجمل حلّة يتبختر فيها العاملون، وأولى ما فيه تنفق نفائس الأعمار آناء الليل وأطراف النهار، إذ لا مكرمة إلاّ وهو مفتاحها، ولا محمدة إلاّ ومنه يتّقد مصباحها، وكيف لا وهو وسيلة خير الدارين، ولا يثبت إلاّ به كمال الأصغرين. ولذلك تزاحم على تحصيله ذوو النباهة والفضل، وتطارح على اقتنائه أولوا الكمال والنبل، مع رغبتهم واستجلابهم سريان المدد من سيّد الكائنات، صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلّم، المخصوص ببقاء اتّصال السند، إذ هو آدم الأنساب الروحيّة، بل هو المفيض عليهم من امداداته، على حسب صدق الطلب وصفاء الطويّة، فحضّ صلّى الله عليه وسلّم وعلى آله وصحبه، على اتّباع حملة شريعته اليانعة، وضرب الأكباد إليهم من الأقطار الشاسعة، وحثّ المعلّمين على ملاطفة المستفيدين ومخالقة المسترشدين، ورغّب في الإسناد إليهم، والرحلة والاعتماد على ما ثبت منهم وعليهم. غير أنّ التلقّي منهم على وجوه وأنواع، من إجازة ومناولة وسماع وإسماع، وكلّ ما حصل منها يحصل به الاتّصال، وعلى حسب النيّات تكون الأعمال. وللإجازات مزايا شهيرة ونتائج عظيمة وفوائد كبيرة، فقد قال الحافظ ابن عبد البرّ الإجازة في العلم رأس مال كبير. وقال الشيخ الصعيديّ: وفائدة الإجازة ربط المجاز بسلسلة أهل السند، ودخوله في زمرتهم، فالمدد الجاري من النبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلّم، يفيض على صحابته، رضي الله عنهم أجمعين وعنّا بهم آمين، أوّلا مباشرة، ثمّ بعد ذلك على من أخذوا العلم منهم طبقة بعد طبقة إلى آخر السند، بخلاف من لم يأخذ عنهم. وقيل الأسانيد أنساب الكتب، ونقل الإنسان ما ليس له فيه سند ولا رواية ممنوع بإجماع أهل الدراية. واتّفق العلماء على أنّه لا يجوز لمسلم أن يقول: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، حتّى يثبت عنده أنّ ذلك القول مرويّ عنه عليه الصلاة والسلام، ولو على أقلّ وجوه الرواية كالإجازة. هذا وإنّي أرجو الله أنّه حقّق عندي لنا هذا الانتساب، كما تيسّرت لنا للأسانيد العالية ـ والحمد للّه ـ لطائف الأسباب. وكان ممّن شمّر عن ساق الجدّ والاجتهاد في طلب العلم وتحصيله والكرع من حياضه، فواصل فيه ليله بنهاره، وأربأ بنفسه أن يزجّ بها في مهامه الشباب وأفكاره وطفراته ونزواته، فجعل هجيراه العلم، والعلم وحده، وأعانه على ذلك ما رزقه الله من فكر وقّاد وقريحة ضافية وذكاء حادّ مع سمت حسن وأخلاق كريمة، العالم النزيه اليلمعيّ النبيه الكاتب الأديب، ذو الأخلاق الزكيّة والمكارم السنيّة، ابننا الروحيّ وحبّنا في الله السيّد الخليل القاسميّ، أيّده الله وحرسه، وبنور المعرفة والعلم اللّدنيّ آنسه، فسمع منّا التفسير والحديث والفقه والأصول والمصطلح والنحو والصرف والبلاغة والفرائض والحساب والأدب، وغير ذلك ممّا يدرس بالمعهد القاسميّ، أدام الله عمارته بالعلم والدين، بل هناك ما خصّص به من الكتب العلميّة، فسلك في كلّ ذلك مسلك الجدّ والأدب، وكان مثالا حسنا في سماعه واغتنائه حتّى نال منه مقدارا كبيرا ومن صفوته ودقائقه كثيرا. ثمّ تاقت نفسه الكريمة، كعادتها في التطلّع إلى الفضائل والكمالات، إلى أن أجيزه ولو بعبارة وجيزة، والعبد الحقير، هذه المنصّة وإن كنت لديها أقصر من أن أتطاول إليها، لكن أسعفته بمرغوبه لما آنسته في من كمال تحصيله، وشرف أدبه وكرم خلقه، مع ما رجوت له من حصول مراده بحسن اعتقاده، ولعلّي بفضل الله تنفعني حسن نيّته وصفاء طويّته، وعلى الله الاعتماد في البدء والمعاد. فأقول وعلى طريق الامتثال، ورغبة في عموم النفع على أيّ حال، مستعينا بالله سبحانه وتعالى، ومستمدّا من أنفاس الأساتذة الفحول، حامدا شاكرا مصلّيا مسلّما، راجيا لي وله بلوغ المأمول، آمين.
قد أجزت لابننا الخليل القاسميّ، رعاه الله، أن يروي عنّي جميع ما تجوز لي روايته، وتصحّ عنّي درايته، من معقول ومنقول، فروع وأصول، والصحاح الستّة، البخاريّ ومسلم وسنن الترمذيّ وسنن ابن ماجة وسنن النسائيّ وسنن أبي داود، والموطّأ ومسند الإمام أحمد ومسند الإمام الشافعيّ، والجامعين الكبير والصغير للإمام السيوطيّ، وغير ذلك من كتب الحديث المشهورة، والمسانيد والمعاجم والعلل والتواريخ والأجزاء، وبكلّ ما سمعه منّي وأخذه عنّي، كما أجيزه بما احتوى عليه أثبات أشياخنا وأشياخ أشياخنا الأعلام، كثبت العارف بالله تعالى الشيخ سيّدي أحمد الأمين بن المدنيّ بن عزّوز، المسمّى بالعقد الثمين في أسانيد الشيخ أحمد الأمين، وهو من جمعنا وترتيبنا، وثبت شيخنا الشيخ يوسف النبهانيّ، المسمّى بهادي المريد إلى طرق الأسانيد، وثبت شيخنا الشيخ محمّد الحجويّ المسمّى بالعروة الوثقى، ومختصره، وثبت خاتمة المحقّقين العلاّمة الشيخ محمّد الأمير الكبير، وثبت اليانع الجنيّ في أسانيد الشيخ عبد الغنيّ، وثبت شيخه المسمّى بحصر الشارد في أسانيد الشيخ عابد، وثبت شيخه الشيخ صالح الفلاّنيّ المسمّى بقطف الثمر، وثبت الشيخ إبراهيم الكورانيّ المدنيّ المسمّى بالذمم في إيقاظ الهمم، وثبت الشيخ عبد الله بن سالم البصريّ المسمّى بالإمداد بمعرفة علوّ الاسناد، وثبت الشيخ عبد الرحمن الثعالبيّ الجزائريّ المسمّى بغنية الواجد وبغية الطالب الماجد، وثبت الشنوانيّ، وثبت الشيخ عبد الله الشرقاويّ، وثبت أبي الحسن عليّ ابن العربيّ السقّاط الفاسيّ، وثبت الشيخ جعفر الكتّانيّ المسمّى بإعلام الأئمّة الأعلام وأساتيذها بما لنا من المرويّات وأسانيدها، وثبت الشيخ محمّد التاوديّ بن سودة، وحسن الوفا لإخوان الصفا للشيخ فالح بن محمّد الظاهريّ المدنيّ، وعقود اللآلي في الأسانيد العوالي للشيخ محمّد أمين عابدين، والمنح البادية في الأسانيد العالية للشيخ محمّد بن عبد الرحمن الفاسيّ، والجواهر الغوالي في ذكر الأسانيد العوالي للشيخ محمّد البديريّ، وإتحاف الأكابر في إسناد الدفاتر للقاضي محمّد بن عليّ الشوكانيّ، وفهرس الفهارس للمحدّث أبي عبد الله محمّد بن حسن المعروف بابن نهمّات، وألفيّة السند للشيخ محمّد مرتضى الزبيديّ، والشموس الشارقة في أسانيد بعض شيوخنا المغاربة والمشارقة للإمام الحجّة محمّد بن عليّ السنوسيّ الجزائريّ الجغبوبيّ، وأزاهر البستان فيمن أجازني بالجزائر وتطوان لمحمّد بن قاسم بن زاكور الفاسيّ، وسرور القلب وقرّة العيون في معرفة الآداب في الظهور والبطون للشيخ محمّد بن عبد الرحمن المليحيّ. وغير ذلك من أثبات الأئمّة المشارقة والمغاربة من كلّ من حصل لنا بهم اتّصال الإسناد. أجزت الولد المذكور في ذلك كلّه كيفما أمكنه التوصّل إليه قراءة ومطالعة، منفردا أو مع غيره، أو تدريسا، لكن بشرطه المعتبر عند أهل النظر، كالمراجعة عند الاشتباه، والتوقّف إذا أشكل عليه الحق ولم يهتد لسبيل سناه، والتثبّت في كلّ ما يلقى أو به يعيد، ويستحضر أنّ على سائر أحواله رقيب وعتيد، إذ ملاك جميع الأمور مراقبة من يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور. أجزته بذلك إجازة تامّة مطلقة عامّة، كما أجازني بذلك مشايخنا العظام الجحاجحة الأعلام، أمدّ الله علينا وعليهم شآبيب رضوانه الأكبر التامّ. وأوصيه وإيّاي بما أوصى الله به عباده، وهو تقوى الله تعالى، الذي هو في الدارين أصل كلّ سعادة. فتح الله عليه فتح العارفين ونوّر به قلوب القصّد من المسترشدين، ويفتح له وبه كلّ وقت وحين. وأرجو من ولدنا المجاز أن لا ينساني من صالح دعواته في مضانّ الإجابة عندما يتيسّر له، لي ولمشايخي، ولكافّة أهل السند، ولاسيما عقب دروسه وصلواته وقراءته وتقرّبه في جميع طاعاته، بحسن الختام ورؤية الملك العلاّم. وصلّى على سيّدنا محمّد خاتم النبيّين وإمام المرسلين، وعلى كافّة الأنبياء المرسلين، وعلى آل كلّ وأصحابه أجمعين، وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين، والحمد للّه ربّ العالمين. قاله بقلبه ولسانه، وكتبه ببنانه أفقر العبيد إلى الله عزّ وجلّ وأحوجهم إلى رحمته ورضوانه محمّد بنعزّوز القاسميّ لطف الله به في سائر أحواله، وأنعم عليه في الدارين بما أنعم به على صالحي عباده بالنبيّ وآله آمين. يوم الاثنين في 8 صفر عام 1388 مع تراكم الأشغال وتكدّر البال  لمقتضيات الأحوال، بدّل الله حالنا إلى أحسن حال، بالقبول والرضى والاقبال وبلوغ المقاصد والآمال، آمين، وسلام على المرسلين والحمد للّه ربّ العالمين.145

برنامج الكتاني

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد للّه وصلّى الله على سيّدنا محمّد وآله وصحبه وسلّم. من نعم الله سبحانه وتعالى، أنّا سمعنا الأوائل العجلونيّة من لسان السنّة، والمحامي عنها والذابّ عن حماها الإمام المجتهد، القدوة الصوفيّ العارف بالله تعالى، مولانا أبو الإسعاد الأستاذ الشيخ سيّدي محمّد عبد الحيّ الكتّانيّ الحسنيّ، بالمعهد القاسميّ، قراءة منّي عليه، في أربع مجالس، وسماعا ممّن حضر من الأسرة القاسميّة. فأوّل مجلس كان يوم الاثنين عشيّة على الساعة الثالثة ونصف، في 5 ربيع الثاني سنة 1367 الموافق 10 فيفري سنة 1948 إلى الساعة الخامسة غروبا، والحادي عشر حديثا. وحضر من القاسميّين الشيخ عبد الحفيظ بن الشيخ سيّدي بلقاسم المدرّس بالزاوية، والسيّد الأمير بن الشيخ سيّدي محمّد، وعبد الرزّاق بن الشيخ سيّدي أحمد، والأولاد محمّد الكامل ومحمّد الأزهريّ وأحمد ومحمّد والخليل وبلقاسم، ومن غير الأسرة الشيخ الحاج ابن السنوسيّ الديسيّ المدرّس به، والإمام والمفتي الشيخ الوانوغيّ. وفي المجلس الثاني حضر الشيخ سيّدي مصطفى القاسميّ، رئيس الزاوية، وكان يوم الثلاثاء صبيحة التاريخ على الساعة التاسعة. كما حضر سميّ الشيخ القاسميّ ابن رئيس زاوية أولاد جلاّل، وعبد الرحيم القاسميّ، وكانت البداية فيه من الحديث الحادي عشر إلى العشرين، والانتهاء الى الساعة الثانية عشر. وفي المجلس الثالث حضر الشيخ سيّدي محمّد المكيّ المدرّس الأكبر بالمعهد القاسميّ، والولدان عزّ الدين ومحمّد بلقاسم سميّ القاسميّ، وحضر من ذكر قبل إلاّ الشيخ مصطفى والسيّد الحاج ابن السنوسيّ وسي الوانوغيّ وابن رئيس أولاد جلاّل. وكانت بداية هذه المجلس على الساعة التاسعة ليلا إلى الثانية عشر، وقد سمعنا فيه من العشرين إلى الثلاثين. وفي المجلس الرابع، وهو خاتمة المجالس، كان صبيحة الأربعاء من التاريخ، ابتداء من الساعة التاسعة إلى الساعة الثانية عشر، وحضر كلّ من تقدّم، إلاّ الشيخ المكيّ، وحضر الولد نور الدين القاسميّ...146

خطاب تخرّج وتدريس

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلّى الله على سيّدنا محمد وآله وصحبه وسلّم تسليمًا. أيّها السادة، أيّها الطلبة؛ الوافدون على زاويتنا الهامليّة القاسميّة، من أنحاء مختلفة. والواقفون بهاته الأعتاب الشريفة، معاهد العلم والعمل، والآداب والفضل، بقصد تعلّة العلم الشريف، الذي به قوام الدين والدنيا، فنعم القصد، وحبّذا المقصود. وإنّني أهنّئكم بمناسبة أوّل جلوس الشيخين، السيّد الخليل بن الشيخ سيّدي مصطفى، والسيّد أحمد بن الشيخ ابن عزّوز، على منصّة التدريس، لإقراء مختصر أبي الضياء سيّدي خليل. جمّل الله بوجودهما الملّة، وكثّر في الفئة القاسميّة من أمثالهما. ففي الأذكياء قلّة نائبين في الدرس عن شيخهما المعزوز، السيّد ابن عزّوز، فقد أثمر غرسه، ونتج بذره، فأحسن بالشيخ، وأعزز بالتلميذين. فالحمد للّه على ما أنعم به على أبناء الأسرة الشريفة، بحيث لا يخلو زمان من وجود من يقوم بوظيفة التدريس للعلوم، فالعلم عليهم سهل، إلاّ من أبى، بسبب الأكلة التي أهديت لجدّهم من الأولياء بجبل ونشريس، كما أشار إليه الشيخ المكّي بن مصطفى بن عزّوز في قوله:
تلاقى بونشريس كُـمَّلُ أوليا
وقالوا اعْطِهِ من شئت من نسلكم لكي
ضمانَ فحولٍ فاسْتَبدَّ بربحه


فأهدوا له بالعطف أكلاً حوى سرًّا
يفوز بنوه بالصلاح الى الأخرى
رُبَيْحُ ابنُه فالبسل شمسٌ قفت فجرًا

والصبغة القاسميّة لا تكون ولا تظهر إلاّ على من له آثار مخلّدة في العلم، كما كان عليه سلفهم الصالح، فالعلم شرف الأرواح، والنسب شرف الأشباح. وفرق بين الأرواح الباقية، والأشباح الفانية، وإن كان لشرف النسب مزيّته. وقد كان الشيخ سيّدي محمّد رضي الله عنه، كثيرًا ما ينشد في الدرس منظومة شيخ مشايخ الخلوتيّة، سيّدي مصطفى البكريّ، التي ذكرها في شرح الصلوات المشيشيّة، عند قول الشيخ : اللهم ألحقني بنسبه، وعرّفني بحسبه. قصد بإنشاده تحريض الأشراف على العلم، وهي منظومة عجيبة، أوّلها:
إذا انتسب الأشراف نحو جدودهم
فخذ نسب التقوى لتقوى بأخذه
ولا تغترر بما الجدود أتت به


وقد قنعوا من ذاك بالنسب الأدنى
على نيل ما ترجوه في المنزل الأسنى
ولكن لهم كن تابعًا تدرك المنى

ويقول لهم: الحازم يشرف بالاكتساب لا بالانتساب، ويسود بنفسه لا بقومه، كهذا الذي قال فيه النابغة:
نفس عصام سوّدت عصامًا  * وعلّمته الكرّ والإقداما  * وجعلته ملكًا هماما *
 وقد كان حاجب النعمان بن المنذر.
وأنتم أيّها الطلبة، يجب عليكم قبل كلّ شيء، تقوى الله تعالى؛ ففيها إعانة عظيمة لنيل العلم الشريف، كما قال تعالى: (( واتّقوا الله، ويعلّمكم الله )) وقد قال الإمام الشافعيّ رضي الله عنه:
شكوت إلى وكيع سوء فهمي
وأعلمني بأنّ العلم نور


فأرشدني إلى ترك المعاصي
ونور الله لا يعطى لعاص

ثمّ يجب عليكم الأدب مع العلم ومشايخه، وكتب العلم، فقد قالوا: لا يضرب الكتاب لنفض ما تعلّق به من الغبار، بل يمسح بالخرقة. ثمّ الأدب في حضور الدرس، يكون على طهارة، غير لابس لنعله، كما يفعله المعلّمون العصريّون، يعلّمون بنعالهم هم وتلامذتهم. ففي ذلك إهانة للعلم. ثمّ عليكم بالحرص والاجتهاد، وترك الكسل، فمن جدَّ وجد :
خليليّ لا تكسل ولا تهمل الدرسا
ولا تترك التكرار فيما حفظته


ولا تعطِ طوعًا من بطالتها النفسا
فمن ترك التكرار لا بدّ أن ينسى

وقال الزمخشريّ :
سهري لتحصيل العلوم ألذُّ لي
وألذُّ من نقر الفتاةِ لعودها
وتمايُلي طربًا بحَلِّ عويصة


من لثمِ غانيةٍ وطول عِناقِ
نقري لنَفْضِ الرمل عن أوراقي
أشهى لنفسي من مُدامة ساقي

وقال بعضهم على لسان المدوّنة:
قالت مسائلُ سحنون ٍ لقارئها
لا يُدركُ العلمَ بطّالٌ ولا كَسِلٌ 


بالكَدِّ يُدرَكُ مِنَّا كلُّ ما اسْتَتَرَا
ولا مَلُولٌ ولا من يألفُ البَشَرَا

وقالوا: لا يُدرك العلم إلاّ من عطّل دكّانَه، وخرّب بستانه، وهجر إخوانه، ومات أقرب أوليائه فلم يحضر جنازته. وقالوا: لولا أولاد الفقراء لضاع العلم. وعليكم بحفظ ما تكتبون، ولا تتّكلوا على الأوراق، فآفات ضياعها كثيرة:
فالنار تحرقها والفأر يخرقها
وقالوا :

والماء يغرقها واللصّ يسرقها

تكتبُ العلمَ وتلقي في سَفَطْ
إنّما يُفلح من يحفظه


ثمّ لا تحفظُ لا تُفلح قَطْ
بعد فهمٍ وتَوَقٍ من غلطْ

وقالوا:  العلم ما عبر معك الوادي، وحضر معك في النادي... وقال أحدهم في نصيحة لولده: بُنيّ اجتهد، واقرأ، وزاحم، ونافس، ولا تتجمّع في رحاب المدارس. وهي نصيحة مفيدة. وعار كبير على إنسان يخرج من أهله، مهاجرًا في طلب العلم، ويعود فارغ الوطاب، خاوي الجراب، هكذا يكون من يطلب أعزّ علم، خصوصًا مختصر الشيخ خليل، فإنّه كتاب معتبر، صعب الاختصار، اختصر فيه جميع الأمّهات، لابن حاجب وغير ذلك ... ومسائله مائتا ألف، مائة ألف في المنطوق، ومثلها في المفهوم، كما قال بعضهم:
يا قارئًا مختصر الخليل
حَصِّله حفظًا واصرف الهمّةَ لَهْ
نصّـًا ومثلُها من المفهومِ


لقد حويت العلم يا خليلي
فقد حوى مائة ألف مسألَهْ
فإن شَكَكْتَ اعدُده في المرسومِ

وأبوابه وفصوله خمسة وعشرون ومائة، منها واحد وستّون بابًا، والباقي فصول. وكتاب الصلاة مرتّبٌ على حديث،  بُنِيَ الإسلام على خمس  وهوأقلّ الكتب أبوابًا. فيه ستّة أبواب: باب الطهارة ــ باب الصلاة ــ باب الزكاة ــ باب رمضان ــ باب الاعتكاف ــ باب الحجّ. وفصوله: ثلاثة وثلاثون. وكلّ ما فيه فرض عين على كلّ مكلّف؛ ذكر وأنثى، حرّ وعبد. فيجب على كلّ واحد معرفة ما فيه من المسائل والمقاصد. وغير كتاب الصلاة، قيل تعلّمه فرض عين، وقيل فرض كفاية. والفقه هو الأساس، وبه يعرف الانسان كيف يعبد ربّه، وهو أوّل ما نهضت إليه الهمم العليّة، وعكفت على تحصيله النفوس الزكيّة. قال الشاعر:
تفقّه فإنّ الفقهَ زينٌ لأهلِهِ
وإنّ فقيهًا واحدًا متورِّعًا


وفخرٌ وعنوانٌ لكلِّ المحامدِ
أشدُّ على الشيطان من ألف عابدِ

وقال ابن الوردي: واحتفل للفقه في الدين ولا  * تشتغل عنه بمال وخَوَلْ
وقيل : ولا يكن همّك في الطعام  * والشرب تلك شيمة الطَّغام
وقيل : يريدون إدراك المعالي رخيصة  * ولابُدَّ دون الشهد من إبَرِ النحل
وقال ابن القاسم: أفضى بمالك طلب العلم إلى أن أزال خشب سقف بيته فباعه.
ومن يصطبر للعلم يظفر بنيله
ومن لم يُذِلَّ النفسَ في طلب العُلا


ومن يخطب الحسناء يصبر على البذلِ
يسيرًا يَــعِشْ دهــرًا طــويلاً أخـا ذُلِّ

وطلبة الزاوية القاسميّة، بفضل مؤسّسها وكرم مشايخها بعده، هم في غاية الراحة، مع العيش الوافي، والمسكن الضافي، خصوصًا في ولاية الأستاذ الحالي، الشيخ سيّدي مصطفى، فالطلبة في وقته لا تنالهم مشقّة، ولا يُكلّفون بشيء، وحيث كانت هذه حالهم، فمن رجع منهم خائبًا، فلا يلومنَّ إلاّ نفسَه، ويلحقه كلّ عار، ويندم حيث لا ينفعه الندم. أسأل الله التوفيق للجميع، بجاه أفضل شفيع.147

خطاب إنهاء دروس اللغة

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد للّه المنعم بالفتح والتنوير والامداد، جاعل نجابة الأبناء من أجلّ نعمته على العباد، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد نبيّ المرحمة، القائل: طلب العلم فريضة على كلّ مسلم، [رواه ابن ماجة] وعلى آله الأتقياء وصحبه الأولياء، خير من لعلوم الدين قرّر ووعى، وعلى انتهاج نهج الهداية حثّ وإلى العلم أرشد ودعا. صلاة وسلاما نستوهب بهما إحسانه، ونسأله سبحانه عزّ وجلّ بفضلهما لطفه ورضوانه، ما دأب طالب علم على التحصيل، وارتقى فارس ميدانه إلى أوج مراتب العزّ والتفضيل. سادتي الطلبة؛ إنّ أجمل التهاني وأسناها، وأحلى الأماني وأحسنها وأبهاها، ما كان عن حيازة قصب السبق في تحصيل العلوم، والظفر بالوصول إلى الغاية المرضيّة من تحقيقها منطوقها والمفهوم. وممّن فاز في ذلك عن الأقران، وكان غرّة في جبين الزمان، وأدرك بهمّته القعساء مع حداثة سنّه، فائقَ كلّ علم ورائق فنّه، ممّا أخذه عن أستاذيه المحقّقين الأخوين العزيزين الشيخ سيّدي محمّد بنعزّوز والشيخ سيّدي عبد الحفيظ القاسميّين، القائمين بالتدريس بالمسجد المعمور، وإنارة المعهد الأكبر المشهور، واجتناه من ثمار رياضهما، وتحلى به من درر تقاريرهما إلى أن ارتوى من حياضهما، بإخلاص طويّة، وأدب وصدق نيّة، مشمّرا عن ساق الاجتهاد في اغتنام ذلك المراد، بذهن وقّاد وطبع سليم منقاد وفكر فذّ نقّاد وإسعاف وإسعاد، ألا وهو الشابّ المثقّف شريف الأعراق، حلو الشمائل والأخلاق، الذكيّ النجيب البارع الأديب، سيّدي الحاجّ إبراهيم الخليل، شبل الأستاذ العارف القدوة الجليل، الشيخ سيّدي مصطفى القاسميّ، شيخ الزاوية العامرة وصاحب الشيم العليّة والهمم الزكيّة الزاهرة. نعم؛ لسموّ إدراكه وتفوّقه وتعلّقه بالعلم وتعطّشه له وبديع تخلّقه، أحرز من الوالد الأستاذ على الإذن له في إقراء التلاميذ متن ملحة الإعراب بقصد تنشيطه وتدريبه، وإجادة تربيته وتهذيبه، وللتفاؤل بذلك النظم الحريريّ، مفتاح النحو وملحُ الآداب، نزهة الأفكار ولبّ اللّباب. ولا غرابة إذ حذا النجل حذو الوالد والجد، ففي المثل لا سؤال على ما جاء على الأصل وسلك بفطنته سبيل الحرص والجِد. فتلقّى الإذن منه في جمع كريم بامتثال واحتشام وإجلال وأدب، وجلس على مقعد التدريس وانتصب لتعليم من في علم النحو رغب. بإلقاء لمعان زاخرة تسنّمت سنام البراعة، وحلّ لأبيات النظم بأسلوب عجيب وبيان اقتعد فيه غارب الفصاحة والبلاغة، ممّا يُخجلُ به الدرَّ في الأسلاك، بل الدراري في الأفلاك. فكان درسه الأنور لطلاقة التبيان والرصانة، ورشاقة التعبير وعجيب الصناعة والمتانة، روضةً تنوّعت أزهارها، وتدفّقت أنهارها من ابتدائه تقرير قول الناظم رحمه الله تعالى: أقول من بعد افتتاح القول. إلى قوله: وقد تقضّت ملحة الإعراب. وبذلك كان انتهاء الدروس البهيّة، وإتمام تلك التحقيقات الشافية السنيّة. وحيث إنّ هذا الختم والحفل به ممّا شرح الصدور ببشره، وعطّر الأندية القاسميّة بعبير نشره، حُقّ للحاضر والغائب من أبناء الشيخ الروحيّين وغيرهم من الإخوان، وسائر المنتسبين والخلاّن، تلقّيه بالابتهاج والارتياح، والتظاهر بكامل السرور والانشراح، لذلك وجب عليّ أن أقدّم باسمي أصالة، ثمّ باسم طلبة الدرس وتلاميذ القرآن وكلّ محبّ محتسب ومنتسب من أبناء الزاوية قلبا وصلبا، أحسن التهاني القلبيّة العذبة المكرّرة إلى معالي الأستاذ المحبوب الشيخ سيّدي مصطفى، ولجميع السّادة أبناء الدوحة القاسميّة، سائلا لهم من الله تعالى أن يحفظ جميعهم، وللشيخ أن يصون طلعته المحروسة، ويبقي لنا بهجته المأنوسة، وللنجل الكريم أن يديمه الله قمرا طالعا في سماء السعادة، ساميا مراتب المفاخر وكاسبا أربح المتاجر والسيادة، تتجمّل به الأيّام ويفتخر به كلّ منتم للمقام، وأن يكون في النحو سيبويه زمانه والخليل، وفي الفقه إماما محقّقا حلاّلا لمشكلات مختصر أبي الضياء خليل، وأن يقيه والمكرّ الأديب السيّد الكامل ابن الشيخ وغيره من الأنجال شرّ الحاسدين، وأن يجعلهم من خيار الأبناء المهتدين الهادين، وأن يفتح على السادات الطلاّب ويوفّقهم للتحلّي بما يزين من الآداب، فالأدب مقدّم على العلم وقد قالوا: إنّ الأدب مع الجهل خير من سوء الأدب مع العلم، وليس الأدب معرفة الأخبار وحفظ الأمثال والأشعار، بل هو حسن الخلق مع الخلق ولطف المعاشرة مع النوع الإنسانيّ. وفّقنا الله جميعا لطاعته وسلك بنا مهيع هدايته، ومنّ علينا بالاتّباع ووقى سائرنا من مضارّ الانتقاد والابتداع، وملأ قلوبنا من محبّة الأستاذ وجعله لنا في الدارين أقوى ركن وأمنع جناب وأعزّ ملاذ، وجعل هذا الختم مباركا على الأسرة القاسميّة النبيلة الفخيمة، عائدا عليها وعلينا باليمن والخيرات الجزيلة العميمة، آمين.148

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق