دفاتر الأزهري
هذا مجموع سيّدنا ومولانا الأزهري القنوع
نور الأنوار شيخ مشايخنا
السيّد محمّد بن عبد الرحمن
رضي الله عنه ونفعنا والمسلمين ببركاته إن شاء الله آمين
[01] من محمّد بن عبد الرحمن الأزهريّ مجاورة في مصر القاهرة إلى الأحباب الواقفين الصديقين منهم، ويا من تخلّق [02] بالتسليم، دم عليه، ولا يدخل أحد منكم بيني وبين مولاي الطيّب وغيره من المشايخ. سلام الله ... الخ؛ فإن قبلتم نصحي، اعتقدوا فينا ولا تنتقدوا [تنتقدونا]، وكما ترجى لمعتقدهم بركة، يخاف على منتقدهم سوء خاتمة، والعياذ بالله من سوء الخاتمة. وأيضا ؛ فإنّ التصديق بالولاية ولاية. وكما يجب [03] أن تصدّقوا بها إن تظهّرت لكم أمارتها في غيركم، وجب عليكم أيضا أن تصدّقوا بها إن تظهّرت لكم أمارتها في أنفسكم . وإن لم تقبلوا منّي ما سطّر هنا، فقد رضيتم بإطفاء نور معرفة الله، وهو ما نحن عليه من علم التصوّف هنا، ولا يقدر أحد على إطفائه أصلا أصلا أصلا، لقول عمر بن خليل : إنّي علمت يقينا أنّ الصوفيّة هم السالكون لطرق الله خاصّة، وأنّ سيرتهم أحسن السير، وطريقتهم أحسن الطرق وأصوب الطرق، وأخلاقهم أزكى الأخلاق، بل لو جمع عقل العقلاء وحكمة الحكماء وعلم الواقفين على أسرار الشرع، ليغيّروا شيئا من سرّهم وأخلاقهم، ويبدّلون [ يبدّلوه ] بما هو خير منه لم يجدوا إليه سبيلا، فإنّ جميع حركاتهم وسكناتهم في ظاهرهم وباطنهم، مقتبس من مشكواة [04] النبوءة، وليس وراء نور النبوءة على وجه الأرض نور يستضاء به. انتهى.
قال وبالجملة ماذا يقول القائلون في طريقة طهارتها، وهي أوّل شروطها تطهّر [تطهير] القلب عمّا سوى الله تعالى، ومفتاحها الجاري منها مجرى الإحرام من الصلاة، ليستغرق القلب بذكر الله تعالى، وآخرها الفناء بالكليّة عن نفسه وعن الخلق بزوال إحساسه بنفسه ولا بهم ولا به ولا إحساس ولا خبر، فتكون نفسه موجودة والخلق موجودون، ولكنّه غافل عن نفسه وعن الخلق، غير محسّ بنفسه وبالخلق . كما قال تعالى، حكاية، فلمّا رأينه أكبرنه وقطّعن أيديهنّ، ولم يحسسن [لم يحسسن] ولم يجدن عند لقاء يوسف عليه السلام ألم القطع . إنتهى باختصار للضيق الذي يعلمه الله، وإلاّ فالكلام كثير، وحيث وصل التنوير وصل التعبير، تسبق أنوار الحكماء أقوالهم، وعلى ما سطره إبن عبد الرحمن هنا في هذا الدفتر، ربّاه أستاذه، وهو لكم ولغيركم نذير إن سلّمتم له كما سلّم هو لأستاذه المذكور البصير فإنّ لومكم وحسابكم عليه لا على أمل [أهل] الغرور النكير، واتركوا ما أنتم عليه من اعتراضاتكم الباطلات، وأشنعها الاتّكال على خصوص صــلاح الآباء والأمّهات والماء والمحراب [ولا إله معطّل] أو غرور شرف النسبة [05] . والنبيء صلّى الله عليه وسلّم قال : أنا جدّ كلّ تقيّ ولو كان عبدا حبشيا، لم يقل أنا جدّ كلّ منسوب ولو كان منافقا، وقال أيضا : اعملوا ولا تتّكلوا، وقال أيضا : أكرم من أكرمك ولو كان عبدا حبشيا، وأهن من أهانك ولو كان جدّه قرشيا، ولا تقول ابن عبد الرحمن الأزهري لم يكن شريف النسب بل شريف [النسب]، ها هو ( هي ) شجرته تنظرونها وستاتيكم أخرى ثمّ أخرى إن شاء الله، إن لم تنقطع حجّتكم بهذه الشجرة التي وصلتكم، [ و ] أيضا ؛ فإنّ بعض العلماء، الظاهر فقط، ولا رائحة له في علم الباطن أصلا، غرّته علم السطور فقط، وجهل علم الصدور، الذي يصان [ يصار ] بالقلوب فقط إلى علم [علاّم] الغيوب، مهما ذكر ابن عبد الرحمن الأزهريّ عنده إلاّ ويتحزم بإطلاق لسانه فيه وفي غيره من أشياخ أشياخ وقتهم، ويقول : لم يبق شيخ لا شرقا ولا غربا، واش اعطاك شيخك الذي تجري إليه كلّ عام مرّتين طول العمر وابن عبد الرحمن ما هو شيخ . إنتهى كلام بعض البطّالين . وهنا تحقّق قولهم : لا يعرف السوق إلاّ من تسوّقه، ومن جهل شيئا عاداه وجفاه وعابه وحقره . وعليه يقول أستاذي [ الحفناوي ] ومنقذي من غرقهم، يقول : معذورا من ذاق فلنور نفسه شاق، ومعذورا من لم يذق فلنارها شاق، وكلّ ميسّر لما خلق له . وجدت عادة الله لقبضة السعادة أهل ولقبضة الشقاوة أهل، فإنّ الشريعة بلا حقيقة زندقة، وحقيقة بلا شريعة زندقة، أعاذنا الله وإيّاكم من الزندقتين . آمين . وتعجّبت كيف أضحك ممّن سلم ممّا ذكر ولم يسلم لمن سلم، كن عالما أو متعلّما أو مستمعا أو محبّا ولا تكن خامسا باغضا فتهلك . وتعجّبت ممّن يتعرّض [ يعترض ] على تلامذي ( تلاميذي ) ولم يكاتبني بالوجه الذي يتعرّض [يعترض] به، والجواب واجب عليّ لا على تلامذي ( تلاميذي )، فإنّه من قدّمته فهو لساني فقط، يوصل الأمانة فقط إلى من سبقت له العناية عزمته إلى أسباب الهداية . وبالله الذي لا إله إلاّ هو عالم الغيب والشهادة أقسمت به إلاّ مأذونا بالتربية، مأذون مقهور بها، فمن شاء قبل أو ردّ ؛ ولا نتّكل ( أتّكل ) على شرف نسبي، ولا على صلاح آبائي وأجدادي، أو غير ذلك، خفت من [ أنّ ] النار تترك الرماد وتخرج [ نخرج ] من سعد الدارين كالشعرة من الزبدة، كما قيل به . ولا أتحرّك من إذاية المؤذي، ولا اعتراض المعترض [ولا أتحرّك من اعتراض المعترض ولامن إذاية المؤذي]، كما لا يتحــرّك الجبل من نفخة ناموسة . لا علم إلاّ العلم بالله . ثمّ نوصيك [نصيك] بأصــدق الصدّيقين [الصـادقين] من تلامذي ( تلاميذي )، وهو سيّدي مصطفى بن القالي، وغيره، ولا تقولوا إنّ علم الله في السماء من ينزل لنا به أو في الأرض من يصعد لنا به . بل تخلّقوا بأخلاق النبيئين، وتأدّبوا بآداب الروحانيين، ينبع لكم العلم من قلوبكم، ما يغمركم ويغطّيكم، وهذا هو الصواب الصواب الصواب . آه آه آه من تضييع سرّ العمر على غيره . واعلموا ؛ أنّي أقسمت لكم، بيميني هذا، لنفي شكّكم فينا لأجل نصحي في الدين فقط وانتشاره، لا لأجل مفاخرة [مفاخرتي] وغيرها ممّا يخاف أن يخطر في البال، عملا بقول النبيء صلّى الله عليه وسلّم : لو شئت أقسم لكم أنّ أحبكم إلى الله تعالى المحبّبون خلق الله إلى الله المحبّبون الله إلى خلقه الماشون في الأرض بالنصيحة . وعملا بقول النبيء صلّى الله عليه وسلّم : أكثروا من بذر الأسرار وهو إلقاء الورد في قلوب الأحرار من سموم ربقة الأكوان . وإنّما أقسمت لكم [أقسم] النبيء صلّى الله عليه وسلّم لمن رآه في ليلة واحدة سبعة عشر مرّة، وكلّما رآه [يراه] يتعوّذ من الشيطان وفي المرّة الأخيرة قال له [ النبيء ] صلّى الله عليه وسلّم يا فلان تتعوّذ من الشيطان، شكّيت فينا عند رؤيتنا، فبالله الذي لا إله إلاّ هو إلاّ إنّي محمّد رسول الله والسلام. ولا تطاوعوا إلاّ من تخلّق بالتسليم الحقيقيّ، واتركوا من أولع بخصوص الجدال والبحث، ومحلّها علم الظاهرة [ الظاهر ] فقط، من ضاق صدره اتسع لسانه ، لسان العاقل في قلبه وقلب الأحمق في فيه، والسلام على كلّ عاقل [ واقف ] منصف . كتبته عاجلا . ومن لم يزر شيخه على الدوام لا تربية [ ولا ترقية ] له، ولا سلوك له، ولا ذوق، فإن قربه شيخه، يزوره كلّ يوم بعد عصره، كما نفعلوه ( نفعله أو فعلنا ) حين كنا نزور أستاذنا الحفناوي، وأمّا من بعد شيخه، يزوره مرّتين في السنة دائما، وهما في وقتين، النوار، وهو وقت الربيع، ووقت الثمار، وهو وقت الخريف، وهما وقتي تنفّس [06] الجنّة . ومن قال لكم ماذا أعطاكم شيخكم، فهذا [07] جريكم إليه، فقولوا له أعطانا التربية والترقية معا، فإن قال لكم ما هما، فقولوا له أمّا التربية [08] ما نسمعوا ( نسمع ) من فمه من أمر ونهي وتنشيط وتعشيق في تقرّب النوافل التي هي مازال عبدي ... إلخ، لأنّ ـ زال ـ تقتضي الدوام والاستمرار، كما كانت كمــالاته تعالى كذلك نعبدوه (نعبده) كذلك ؛ وأمّا الترقية فهي نظر شيخك فيه [فيك] بالزائر ببصيرته التي تخرّقت منافذها من بصيرته الباطنة إلى بصره الظاهر، وهي في ظنّ الزائر أنّ شيخه المزار رأى تلميذه الزائر ببصره فقط، فليس كذلك، بل ببصيرته . وهنا زلّت الأقدام ( لعلّ هنا = ما ) لم تؤيّد بنور من الملك العلاّم . ومن أجله لا يكون لأسرار الله مقدام . فإن ترقّى باعتراضه وقال : لم يعطيك ( يعطك ) شيخك الكرامات وخوارق العادات أو الأموال الفانيات التي هي عرض وصنع وإشراكات، فقل له : شيخنا يستعيذ دائما من ذلك، ويقول في دعائه: يا ربّ لا تطلعنا نحن وسائر تلامذتنا الصدّيقين [ الصادقين ] على كرامات تقطعنا عنك، ولا على خارق يقطعنا عنك، كما قال أبو مدين . لأنّ العابد لأجل الخارق وكرامات [ كرامة ] (الكرامات) عابد الصنم، لأنّه عبد ليؤتى كرامة، لم يعبد [ إلى ] الله خالصا ولأجله . قال [ النبيء ] صلّى الله عليه وسلّم : ما فاقكم أبو بكر [بصلاة أو غيرها من أفعال البرّ ولكن فاقكم بشيء وقر في قلبه] إلاّ بشيء وقر في قلبه . وكذلك من كانت همّته في خصوص ما يدخل في بطنه، فقيمته ما يخرج منه. وإن زاد في الاعتراض، فقال لك : شيخك ليس أهلا للتربية . فقل : حسابه على خالقه الذي أقامه فيها، يقيم حيث أقامه الله . فإن قال لك : لماذا أقامه وهو جاهل . فقل له : إن كنت تعيب منه ليس ( فليس ) له قدرة يبدّل ما أقيم فيه بما ترضاه أنت، وإن كنت تعيب من الخالق الذي أقامه فيها فقد نسبته للجور، ولزمك ما لزمك كقصّة الكلب الذي قال لسيّدنا نوح عليه السلام . وحاصله أنّ كلّ الوجوه الذي اعترضوا بها [ به ] [09] أعلموني به، والسلام على الطائعين . وإن كنت فطينا حقا تنقل هذا الدفتر وترسله إلينا، و[ أو ] تأتينا به يوم قدومكم مع شجرتنا، تأتينا بها أيضا، والشاطر، هو الجامع للدفاتر في كتاب [ و ] يسمّيه : هذا [ هنا ] كتاب مجموع لدفاتر الأزهريّ القنوع . كما يفعله الفارسيّ وبربار المعتنين بالضبط للأسرار . وتعجّبت لمن وصله دفتر ويهمله، ولا به يعتني، وهو دليل عمائه بالفاني، خسر الدارين، وليس بعد هذا العيان تبيان . انتهى . هذا دفتر يسمّى وما أعطاك شيخك واش جبت منه تجري إليه كلّ عام مرتين، ما انتفعت منه شيئا، ولا علم لهم بان من ملك باطنه، ملك ظاهره لا العكس والسلام . صلّى الله على سيّدنا محمّد وآله وصحبه وسلّم .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة ثانية [10]
من محمّد بن عبد الرحمن الأزهريّ مجاورة لمصرالقاهرة، إلى الحبيب سيّدي الهادي بن محمّد الزواوي ؛ سلام الله ورحمته عليكم ومن تعلّق بكم وبعد السلام نحن على خير إن كنتم فيه أنتم، فهمت مكتوبكم، وحمدت الله تعالى على سلامتكم، وصحّة رابطتكم مع الله تعالى، ومع ورده، والورد ورد الله، ونحن عباد الله، نسأل الله تعالى أن يقوّي عزمك على خدمتك هذه الطريقة، بخصوص قوانينها فقط، واتوا البيوت من ابوابها فقط . ولقد عجبتني منامتك المتكرّرة فقط، ولا سيما ذكر لا إله إلاّ الله وأنت نائم [ إلخ ]، وهي [ من ] روائح ولوائح قرب امتزاج الإسم مع لحمك ودمك، لكن بعد صفاء عناصرك الأربعة، أي بعد أخذ الماء من خارجك ماييتك ( مائيتك ) الداخلة فيك المـمتزجة معك والتــراب كذلك [ والهواء كذلك والنار كذلك ] ؛ وأذنتك في دخول الخلوة في كلّ زمان ومكان . وقولك : أردت أن تدخل الخلوة في أوّل ربيع الأوّل النبويّ الأنور [ الآتي ] إن شاء الله ... إلخ، دليل على أنّك تختار لرياضـتك الأزمنة المشرّفة، والأمكنة المشرّفة ... إلخ . ولا يشترط أكل الشعير، كما تقول، أرباب الاستخدامات الروحانيّة الباطلة القائلون : لا تأكل ذا روح ولا ما خرج من روح، ولا بدّ أن يأكل الشعير، وذلك لم نتربى [11] عنه [12]. والذي نعرفه تقليل الأكل فقط، قمحا او شعيرا بزيت أو بسمن، وتخاطر اللّحم عند الاحتياج الكثير . وتلازم الأركان الأربعة بالتدرّج [ 13 ]، يجمعها قولهم:
إنّ الطريق له أركان واجبة * فلا وصول بغير الركن للرّجل
فهاكها أربع قالت مشائخنا * جوع وسهر وصمت عزلة فقل
وبها رجعت ووصلت الأبدال أبدالا، أمّا الجوع، فيقال عليه : أفلح الزاهدون والعابدون، إذ لولا هم أجاعوا البطون، حــيّرتهم محبّة الله، حتّى حسب النّاس أنّ فيهم جنونا . وأمّا السهر، فيقال عليه :
إذا جــــنّ اللـــيل كابدوه * فيصـــفر عنـــهم وهم ركوع
أطار الخوف نومهم فقاموا * وأهل الأمـن في الدنيا هجوع
( فيصفر لعلّها = فيسفر )
وأمّا الصمت، فيقال عليه :
أنظر يا أخي لما في الصـمت من حكم * واعمل به كي تنال قربا وإحسانا
واصمت بقلبك عن كلّ الوجود وقم * في وصفه يا فتى ســرّا وإعــــلانا
فذاك نـور يـهـدي القلـــوب إلـــى * حضـــائر القـــدس تحقيقا وإيقانا
وأمّا العزلة، فيقال عليها :
لقاء الناس ليس يفـــيد شيئا * سوى الهـــذيان من قيل وقال
فقـــلّل من لقــاء النّــاس إلاّ * لأخــذ علم أو إصــلاح حال
[ فأقلل ] [لإصلاح ] انتهى [ إهـ ] والسلام . ( لأخذ العلم )
ومن لم يلازم ما ذكر بالتدريج، لا يجيء منه شيء لنفسه، وأحرى لغيره . وأمّا أوّل ما تبدأ به، تقدّم صوم يوم الأوّل، وبــعد أن تصلّي عشاء ليلة [ ليلته ] تدخـل خلوتك، ولو كانت في مــــنزل سكانك ( سكنك )، أنت في أسفله، وعيالك ساكنين [ ساكنون ] في أعلاه، أو يمينه أو شماله، أو جهاته الستّ، بأن تجعل قطنا أو صوفا في أذنك [14]، بحيث لا تسمع إحساس العيال وغيره، وبحيث لا ترى ولا تُرى، ولا يسمع لك إحساس أيضا، لا يسمعها [ أي يسمعها ] منك، وأمّا كلامك مع خادم خلوتك، فكلام الحاجة فقط، ولا دخول [ دخل ] لك في أقوال وأفعال و أحوال الفضوليّات، ولا ترى خادم خلوتك، ولا يراك، سواء كانت زوجتك، أو أصولك، أو فصولك، أو حواشيك، أو أجانيب ( أجانب ) الذكور لا الإناث، وأمّا أنثى المحرم جازت، والزوجة جازت أيضا . وبعد أن تصلّي عشاءك المذكور سابقا، أوّل ما تبدأ به تصلّي ركعتين نافلة لله، ثمّ تقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم، عشرا، ثم أستغفر [ استغفروا ] الله العظيم الذي لا إله إلاّ هو الحيّ القيّوم وأتوب إليه، عشرا، ثمّ، اللهم صلّ وسلّم على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم، عشرا ؛ ثم تخايل صورة شيخك قدّامك قريبا، ثمّ تخايل أيضا صورة النبيء صلّى الله عليه وسلّم قدّام شيخك، وتذكر، لا إله إلاّ الله، طول ليلك، ومهما أتاك النوم ارقد إلى جنبك الأيمن، ومهما استيقظت، أذكر من غير وضوء، فإنّه شرط كمال فقط، فإنّ ناقض النوم و [ أو ] اللمس أو الريح أو مطلق الأحداث [ الأحداث = إلاّ ] كالعدم، بالنسبة إلى الذكر، ولو كانت ناقصة [ ناقضة ] بالنسبة إلى الصلاة . وحاصله فإنّ الذاكر لا يتوضّأ إلاّ إذا خرجت منه الأخباث ؛ هذا في حقّ المختلي، وأمّا غيره، يذكر ولو بجنابة بتيمّم أو بغيره، لأنّه في مقام الخدمة الدائمة. وهكذا، تفعل في كلّ يوم وليلة، حتّى تخرج بعد صلاة صبح يوم ( اليوم ) الرابع، هذا في خلوتك الثلاثة، وقس عليها أكثرها، لأنّ أقلّ الخلوة ثلاثا، و وسـطها أربـعون، وأعلاها لا حدّ له . ولا بدّ أن تكون صائما، شرط، إلاّ لعذر بيّن . ومن شروط الصحّة مخايلة الصورتين، ومنها إعلامك لطبيبك بما تكرّر من مناماتك ومن خواطرك المتكرّرة، من مرّتين فأعلاه [ فأعلا ]، فإنّ من كتم خاطرا أو مناما مكرّرا على طبيبه ............................* وتلميذه لا يفلح أبدا [ فهو تلميذ لا يفلح لا يفلح أبدا ]، لأنّه يخون الوحي، وكذا من زاد أو نقص في منامه أو خاطره يدخل في وعيد من كذب في حلمه أو خاطره فقد تبوّأ مقعده من النار . ومنها، دوام الذكر، وهو قوت الأرواح مع البخور، بمطلق الروائح . ومنها، عدم شرب [ الماء ] وغيره من سائر المائعات التي شعلت حبّ الله [التي تطفيء شعلة حبّ الله ]، والعطش هو مشرع الفتح [ هو مشرع الفتح ] .** ومنها، لا بدّ توالي رياضته حتى تنفتح بصيرته بأن يقول له طبيبه هذا هو الفتح النفوذي، أو [أخرني ] [أدنى] منه، لأنّه إذا لم يتوالى رياضته لا يجيء منه شيء، على قدر الانفتاح ما يأخذه [ يأخذ ] في الانفتاح يرجع للانسداد إلى الممات كمدا [ كبدا ]، والعياذ بالله [ من ذلك ] . والسلام .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* فراغ في النسخة الأولى، وبدله ما يتلوه بين قوسين في النسخة الثانية .
* * مكرّرة هكذا في النسخة الثانية .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهذه رسالة ثالثة [ 15]
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وحده، صلّى الله على سيّدنا محمّد وآله من محمّد بن عبد الرحمن الأزهريّ مجاورة في مصر القاهرة، إلى جميع تلاميذنا في كلّ زمان ومكان، كلّ واحد باسمه، ومخصّص بسلامنا عليه ؛ وبعد السلام ؛ نحن على خير إن كنتم فيه أنتم، ومرادنا من جزيل فضلكم، تصبروا على ما نزل الله به وأنتم تثبتون على طاعة الله تعالى، وخدمته . أثبتوا اثبتوا [16]، فإنّ من ثبت نبت، ولا يتخلخل أحد منكم على ورده أصلا أصلا، لأنّهم قالوا، الأشياخ العارفون : كن مع الله ومع شيخك كولد رضيع مع رضيعته (مرضعته)، مهما استغاضت هي عن رضيعها رمته عن قربها، ورمت بعيدا، وصار ذلك الرضيع يلتفت يمينا وشمالا، لم يجد من يرضعه غيرها، رجع إليـها، ثمّ إذا رمته مـــرّة أخرى رجع أيضا إليها [ أيضا رجع إليها ]، وهكذا مرارا يرجع إليها لعلمه أنّه لا رضيع (مرضعة) له غيرها، وكذلك نحن نرجع إلى الله، فقط، لعلمنا أنّه لا إله لنا غيره، ولو امتحننا كذلك ألف محنى [ محن ] ( محنة ) ، لا نترك خدمة وردنا خــلوة وعــزلة وجـلوة [ جلوة وعزلة وخلوة ] [17] حــسّيّة [ بحسيّة ] وحضرة ومداولة ومذاكرة على ما نحن عليه مطلقا في كلّ زمان ومكان، ولو آذانا ما في الوجود من جنس الثقلين، فإنّ الصبر والشكر قيدان للنعمة الموجودة، وصيدان للنعمة المفقودة، فإن لسان ( ألسنة ) الخلق [ غلام ] [قلام] (أقلام) الحق سبحانه وتعالى، ولا يسلّط الله الإذايات على أحدكم، إلاّ أن يقصّر في الذكر، ولا يسلّط الله الحطّاب على الحطب إلاّ أن يترك التسبيح، والحشّاش على الحشيش، والصائد على المصيد إلاّ أن يترك التسبيح، لقوله تعالى : {وإن من شيء الاّ يسبّح بحمده} فإنّ الإذايات سوط من أسواط الله تعالى، يضرب بها القلوب الجالسة تحت ظلّ جاه ورفعة وغفلة [18] باطلة غرورة مستدرجات . والعياذ بالله . ما ذكر كلّه فبالله الذي لا إله إلاّ هو ما ظلمتنا الحكّام إلاّ هم جنات وأطرافهم نار، والأطراف هي التي تكذب على الحكّام، والأطراف هي التي رأت منّا التقصير، حيث التبست لهم أهل البدع، من أهل نسبة الرحمن، وفي شأن أهل هذا الزمان [ الزمن ] الفاسد أن يظنّ الخلائق كلّها أهل [ أهلا ] للبدع لمن غلب شرّه على غيره، وهو من علامة أشراط الساعة، اختلطت والتبست أهل نسبة الرحمن بأهل نسبة الشيطان . لا حول ولا قوّة إلاّ بالله . والآن نذكر لكم الفرق بين [ أهل ] نسبة الرحمن من غيرها، فإنّ علامة أهل نسبة الرحمن الصبر الجميل، وهو أن لا يتحرّكون [19] من سائر أنواع الإذايات، كما لا يتحرّك الجبل من نفخة ناموسة، قوّاهم الله تعالى بطاعة الصبر، وحقيقته هو تجرّع المرارة من غير إظهار عبسة ولا شكوى لمخلوق إلاّ لشيخ مربي . ولبث نوح عليه السلام ألف سنة إلاّ خمسين عاما، وآذوه [20] بجميع أنواع الإذايات، وهو دائما يقول [ وهو يقول دائما ] لهم يا قوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره . ومن علاماتهم الإحسان لمن أساء إليهم ولمن أحسن إليهم مطلقا، لقوله تعالى في [ بعض ] مناجاته، بواسطة هاتف يهتف للشيخ [ الحرالي ] في خلوته في جزيرة في بحر قال له : من أحسن لمن أساء اليه فقد أدّى [21] لله [ له ] شكرا، ومن أساء لمن أحسن إليه فقد استبدل نعمة الله كفرا . وإذا كان كذلك ، فإنّ التقصير جاءها منّا لأمر [22] الحكام، فإنّهم وضعهم الله [تعالى] ونصبهم لأخذهم الحقوق والشريعة الظاهرة فقط، وهم على الحق الذي ظهر لهم الأطراف [23] فقط، واللّوم على الأطراف، هم أهل الحسد، وكذلك علينا أيضا، حيث قصّرنا في الذكر وقوانينه، الرياضات التي هي أفضل العبادات، وهي علامات الرجوع إلى الله تعالى، في كلّ نزول [24] المصائب بنا في كلّ زمان ومكان، ومن لم يرجع إلى الله تعالى، بما ذكر، فقد طغى وتكبّر على الله تعالى، وتعجّب في نفسه، فقد هلك ؛ ومن علاماتهم، أن يعبدوا الدواء، ولا يتعرضون للقضاء، أصلا أصلا . فالدواء هو الورد، وقوانينه المأخوذة من سالكها ومن عارفها وهو معنى قولهم : لا يعرف السوق إلاّ من تسوّقه، وهو ذو ورد أصلي مسلسل مأخوذ عن شيخ واصل، وهكذا بالترقي إلى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم . والقضاء هو ضياع سرّ العمر على خصوص قلقلة لسان، وسفاسف أمور . ومن جملتها التعريض للدعاء على الظلاّم، في ظنّه أنّه يقبل الله دعاءه في الظالم، ولا معه الخبر أنّه، أي الداعي بنفسه، هو من جهة الظلاّم لأنفسهم، حيث لم تدرجها سلسلة الاتباع حتى تصفى ( تصفو) "تبرأ" [25] من علالها ( عللها ) السبعة، قال القائل على هذا المعنى : شعر
يا خادم الجسم قد تشقى بخدمته * وتطلب الربح فـــيما فيه خسران
فارجع إلى النفس واستكمل فضائلها * فإنّك بالنفس لا بالجسم إنسان
ومن هنا زلّت الأقدام، لم تؤيّد بنور من الملك العلاّم، ولأجله لا يكون لأسرار الله تعالى مقدام، أي عزام و [ شركان ][ شرهان]، أي لا يكون لأمر [26] الله تعالى أهلا لها، ولا يطرق ساحتها، وصار الدعاء منه على غيره، هو الدعاء لنفسه، والعياذ بالله، شعر :
قبيحا على الإنسان ينسى عيوبه * ويذكر عيبا في أخيه قد اختفى
ولو كان ذا عقـــل لما عاب غيـره * وفيه عـــيوب لو رآها بها اكتفى
والذي نوصيكم عنه ( به ) أن تريحونا بالصمت على من اعترض عنكم بأمر من الأمور، ولا تجدلوا [تجادلوا ] أصلا أصلا ؛ ولا تزيدوا على قولكم : فالسابق لاحق، وما شاء الله فعله، سبق قبل أن يلحقنا [ يخلقنا ] بخمسين ألف ســنة، صــبرنا لأمر الله، ولأمر الحــكّام، ولا تأثيــر إلاّ لله [ تعالى ] . ولا تدعوا على الحكّام وغيرهم إلاّ بالخير، كما كانت عادتي وعادة شيخي، عمري ما علمت به أنّه ( بأنّه ) دعا بشرّ على أحد أصلا . ولأجله، لا نقول إلاّ : علمه بحــالي يغــني عن ســؤالي، كما قال سيّــدنا إبراهــيم [27] [الخليل] لسيّدنا جبريل [28]، عليهما السلام . ولا ندع ( ندعو ) إلاّ بــ : يا ربّ ارزقني رضاك ولا تشغلني بسواك، علمك بحالي يغني عن سؤالي . ولقد نصرت نفسي بعض السنين ندع ( أدعو ) على من ظلمني، حتّى وقفت على منصوص، وأنّ الملك المتوكّل بالدعاء كلّه، خيرا أو شرا، يقارع الداعي مهمى [ مهما ] وعى [ دعا ] بشيء من خير أو من شرّ مطلقا، إلاّ ويقول : لك مثل ذلك ؛ تبت على الدعاء بشرّ، إقتداءً بشيخي الحفناوي أيضا . ثمّ سرقتني نفسي [ أيضا ] بعض السنين، وأسأت الأدب مع الله ومع شيخي، ودعيت ( دعوت ) بشرّ، رجع ذلك الدعاء عنّي ( عليّ ) في ابن أخي ومالي وغير ذلك مرارا ؛ وإنّما أسأت الأدب ( لعلّ هنا : حين أو لمّا ) أصابتني إذاية لا أقدر على حملها حتى تغاشيت، فلمّا قهــرت من المشاهدة، رجع دعائي عنّي ( عليّ )، تبت على الدعاء، وفوّضت أمري إلى الله، وصار ينصرني على أعدائي، ولو لم نعلم ( أعلم ) أنّهم [ بهم أنّهم ] آذوني، من غير دعاء منّي، حتى تعجّب فينا الخلائق، ويأتوني ويسألوني، ويقولون لي : أقسمنا عليك بالله أعلمنا بأي شيء تدع ( تدعو) حتى قهرت فلانا وفلانا، ونحلف ( أحلف ) لهم ونقول ( أقول ) لهـــم لم نــدع ( أدع ) بشيء أصلا، ولا نقول ( أقول ) إلاّ : علمك بحالي يغني عن سؤالي . إهـ وقال العارفون : ليس من شرط الداعي التقيّ أن يصرّح بالدعاء، ويقول فعل الله بفلان كذا وكذا، بل بمجرّد ( مجرّد ) حكّة القلب تكفي . ولأنّهم قالوا نجانا الله من حكّة قلب المظلوم، ومن دعائه، لأنّــه يقبله الله، ولو كان غير مؤمن وغير طائع . وحاصله ؛ اشرعوا مع الذكر [29] فقط، لأنّهم قالوا : ما على وجه الأرض فهو ملعون، إلاّ الذكر وما ( من ) حوله، وهو عالمه ومتعلّمه ؛ ولا يعجبني إلاّ قول من قال : شيخنا ابن عبد الرحمن لا يدع ( يدعو) على أحد بشر، ولو سلخ جلده وهو حيّ، ولا يقول إلاّ : علمه بحالي يغني عن سؤالي . واتركوا أهل الظلم يكثرون الظلم منهم إلينا، ونحن لا نعاملهم إلاّ بقولنا : [الله حسبنا ونعم الوكيل] حسبنا الله ونعم الوكيل، علمه بحالي يغني عن سؤالي . والدوام على ذلك ( هو ) الاعتقاد الصحيح . ودائما شيخي الحفناوي يقول : لا تنظر إلى ما مضى، ولا إلى ما هو آت، ولا إلى مقام أو كرامات أو إذايات، فالمطلوب تعمير الأوقات بالطاعات، وعليكم بالصمت على [ عن ] أقوال الفضوليّات، وأحوالها وأفعالها، وهي الزيادة على قدر الحاجات من هذه الثلاثة . واعلموا ؛ أيّا [ يا ] من وقع في يده هذا الدفتر فلينقله ثمّ يعطيه لغيره من الإخوان، ثمّ ينقله [ أيضا ] وليرسله لأخيه، وهكذا يطرق إلى كلّ [30] مقادمنا ( مقاديمنا أو مقدّمينا ) في كلّ زمان ومكان . ثمّ لا تنقطعوا [تقطعوا] مكاتبتكم، ترسلها ( ترسلونها ) إلينا، إلى سيّدي محمود، وهو يرسلها إلينا، تعلمنا ( تعلموننا ) فيها بما يسرّ أو يضرّ . والأوراق لا تنقطع بيننا الآن، حتي يكفي (لعلّها يقضي) الله أمرا كان مفعولا، ولا تشغلوا أوقاتكم بما بعدها، إن عشتم إليه توبوا [ تؤتوا ] بأمر جديد، وإلاّ فلا تشغلوا أوقاتكم بوقت لم تبلغ إليه أعماركم، كما قيل به عند أرباب القلوب . واعلموا ؛ أيّا [ يا ] من كان صادقا مع الله، ومعي، وكانت هجرته لله خالصا (خالصة) بأخذ ورده عنّي، لا تنقطع مواصلة ( مواصلته ) لي بما أمكنه على الدوام، إمّا بقدومه لنا ( إلينا ) بنفسه أو بمكتوبه، إمّا من طريق البليدة أو من طريق المديّة أو من السحرا [31] (الصحراء) أو من البحر، لا سيما نحن رأتنا الأعيان قرأناه ولو لغير الله فوجدناه لله خالصا رغما على الأنوف، قال القائل :
لا زلت محسودا على نعمة * إنّما الكامل من يحسد
ولا حزت الملكة فيما نحن بصدده من علم الله إلاّ بالولوع بإرغام للحسّاد رغما على رغم بحمد الله . والآن أزيد أنا وإيّاكم في الإرغام، وإلاّ، اذهبوا عنّي بسلام حيث نقصتم في الازدياد في الإرغام [ في الإرغام في الازدياد ] تدخل في [ معنى ] قوله تعالى : ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأنّ به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة . أي ما [ خلف ] غرضه انقلب على وجهه إلى آخره. انتهى . حيث بقى مسخرة نفسه، مبغوضا لربّه، مسخرة شيطانه إنسيّ وجنيّ، والعياذ بالله، فإنّهم قالوا :
لا مات أعداؤكم بل خـــلدوا * حتى يرمونك الذي يكمد
لا زلت محسودا على نعـمة * إنّما الـــكامل مـــــن يحسد [يكمدوا]
وليس هذا العيان بيان، لمن أراد الاطمئنان، بل بعد غسل قلبه من كيد النفس والشيطان، بقوانين الرياضة، فقط غسيل المصران . قاله مجرّبه وكاتبه ابن عبد الرحمن الأزهريّ مجاورة، ولا يفارقه الاطمئنان هو ومن شكّ فيه فقد شكّ في الرحمن، كاتبه ليلا للمصباح عجلان، وصلّى الله على سيّدنا محمّد وآله وصحبه وسلّم، وذلك لتاريخ عام 1199 والســلام على الواقــف وعلى ناقـــله ولمن [ من ] يحـــسن علــمه الذي فيه [واتعبت] عنه بما يعلّمه الرحمن، لأنّي أردت به عموم الانتــفاع لوجه الله، لا لأهل الهذيان فاسدين ( فاسدي ) الإخلاص والسلام . قد انتهوا ( انتهت ) رسائل شيخ مشائخنا نور الأنوار ومعدن المعارف والأسرار سيّدي محمّد بن عبد الرحمن، على يد ناسخهم (ناسخها ) الفقير إلى ربّه العزيز الكبير، محمّد المســـعود بن بايزيد العـــامريّ عرشا [ الافحيربي ] فريقا النائلي نسبا، نسخهم ( نسخها ) لسيّدته ومالكة رقّ رقبته، وليّة الله تعالى ابنة شيخه السيّدة زينب إبنة الشيخ سيّدنا محمّد بن أبي القاسم الشريف الهامليّ قدّس الله روحه ونوّر ضريحه . اللهمّ يا ربّ اغفر لصاحب الأصل والناقل والمالك والناظر والمستمع والمحبّ ولكافّة المسلمين والمؤمنين الأحياء والميّتين آمين3 . الحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على سيّدنا محمّد وآله. يوم الجمعة عند الضحى في 5 ذي القعدة عام 1316 .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الرسالة الأولى والثانية، قابلتهما بنسخة أخرى لا ذكر لناسخها مؤرّخة في الثاني المحرّم عام 1309 هـ، وجعلت ما فيها من فوارق أو زيادات بين [ ]، والرسالة الثالثة قابلتها بنسخة أخرى لناسخها الذي ذيّلها بقوله : نقلت حرفا بحرف، دون زيادة ولا نقصان، وبصحّة المقابلة يقول كاتبه المبارك بن الريقط العدويّ الراجي عفو مولاه، الدراجي، بلّغه الله أمله وما هو راجي . آمين تاريخ نقلها في صبيحة يوم السبت يوم 20 رجب الفرد عام 1308 من الهجرة النبويّة على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التحيّة وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذريّته الطيّبين الطاهرين والحمد لله ربّ العالمين .
أقول؛ وما كان فيها من فارق عن الأولى جعلته بين [] أيضا . أمّا ما كان بين ( ) فذاك ما رأيته، مجتهدا، أصحّ، وإن أخطأت فلا أعدم أجرا إن شاء الله، كما اجتهدت في وضع الفواصل والقواطع والنقاط، وتنزيل الفقرات، تبيانا للمعاني، لأنّ الأصل مجمول مشمول موصول . وأمّا ما لم أهتد لفهمه فبين [] . والمخطـــوطة التي نقلت عنها، هي في 10 ورقات، من قـــياس 25/18سم، كتبت على 14 صفحة منها، مؤطّر نصّها بقياس 18/12سم، في الصفحة 23 سطر، في السطر نحو 10 كلمات، بخط مغربيّ حسن، مداده صمغ بنيّ يتخلّله اللون الأحمر والأسود أحيانا، في العناوين والبدايات . وفي يوم الخميس الثالث من ربيع الأنور عام 1420 هـ، قابلت الرسائل الثلاث بمخطوطة أخرى حديثة العهد، عثرت عليها، وجعلت ما فيها من بدائل وإضافات على الهامش المرقم، وتغاضيت عمّا كان موافقا لإحدى النسختين فقط، والنسخة الأخيرة بخط يد المسعود بن بايزيد العامري، مؤرّخة في 28 رمضان 1338 هـ، وهي كرّاسة ضمّ فيها الرسائل الثلاث، وبطاقتين للشيخ سيّدي محمّد بن عبد الرحمن الأزهري، ورسالة للشيخ عبد الرحمن الباشتارزي، وسند الطريقة الخلوتيّة، وقصيدة جمعت رجال السند للسيّد حمدان سليمان، ومجموعة أدعية، وهي في 24 ورقة 22/17سم، كتبت بالمداد الأزرق والأحمر والصمغ البنيّ . وسندرج ما يعني الطريقة آخر المجموع.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهامش المتعلّق بفروق النسخة الثالثة ***:
01] رسالة ثالثة له رضي الله عنه ونفعنا به آمين / 02] تعلّق / 03] يجب عليكم إن / 04] مشكاة نور النبوءة / 05] النسب / 06] تنفح / 07] بهذا / 08] فقولوا له أمّا التربية ما / 09] الذي اعترضوا عليكم فيها / 10] رسالة رابعة له أيضا رضي الله عنه ونفعنا به آمين / 11] لم نتربَّ / 12] عليه / 13] بالتدريج / 14] أذنيك / 15] رسالة خامسة له أيضا نفعنا الله به آمين / 16] تنبتوا / 17] خلوة وجلوة وعزلة وخلوة حسيّة / 18] غفوة / 19] يتحرّكوا / 20] قومه / 21] إلى الله شكرا / 22] لأمن / 23 ظهر لهم فقط كلمة الأطراف محذوفة / 24] في المصائب / 25] تبرّأ / 26] لأسرار الله تعالى / 27] عليه السلام / 28] عليه السلام / 29] إشرعوا مع الذكر الجملة مكرّرة / 30] وهكذا يطرق على مقادمنا / 31] الصحراء .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إجازة
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلّى الله على سيّدنا محمّد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، من كاتب هاتين الإجازتين بالبنان، الذي هو الفقير إلى الله تعالى محمّد بن عبد الرحمن ابن أحمد ابن أبي القاسم ابن يوسف ابن عليّ ابن إبراهيم ابن عبد الرحمن ابن أحمد ابن الحسن ابن طلحة ابن جعفر ابن محمّد العسكريّ ابن عيسى الرضى ابن موسى المرتضى ابن جعفر الصادق ابن محمّد الناطق ابن عبد الله ابن حمزة ابن إدريس ابن إدريس ابن عبد الله ابن محمّد ابن الحسن ابن فاطمة ابنة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، الملقّب بالأزهري مجاورة، في جامع الأزهر تبرّكا، في مصر القاهرة، الزواوي إقليما، القجطوليّ قبيلة، الإسماعيليّ عرشا، الباعليوي زاوية و قرية، إلى الواقفين على خطّنا هذا و وبعد السلام، وليكن في شرف معلومكم، بأنّي طلب منّي الحامل، إبننا قلبا لا صلبا، العارف بربّه العلاّمة السيّد عبد الرحمن بن أحمد بن حمّوده ابن مامش الجزائريّ مولدا، القسنطينيّ مسكنا ونسبا ؛ إلتمس منّي إجازتين على علميّ الشريعة والطريقة معا، فأجزته بهما لما فيه من أهليّتهما، وابتدأت له بإجازة الشريعة، فقلت : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا ومولانا محمّد سيّد المرسلين، والرضى عن آله وصحبه أجمعين، والرضى عن سائر الأئمّة المجتهدين، وعلى تابعيهم بإحسان إلى يوم الدين، أمّا بعد ؛ فقد التمس منّي الأخ الصالح، العالم العامل، الفاضل الكامل، سيّدي العلاّمة سيّدي عبد الرحمن بن أحمد ابن حميده ابن مامش الجزائري مولدا، القسنطينيّ مسكنا، إجازة فيما صحّت لي روايته، وثبتت لي درايته مطلقا معقولا ومنقولا، فأجبته لذلك لأنّه أهل وحقيق بذلك، وقد أخذت الفقه وغيره عن أشياخنا عن يده عديدة في مصر وغيرها، منهم شيخنا العلاّمة صاحب التصانيف النافعة، الشيخ عليّ بن أحمد الصعيدي العدوي، وهو عن جماعة منهم الشيخ محمّد المسليمون، والشيخ عبد الله المغربي، كلاهما عن سيّدي محمّد الخرشي، وسيّدي عبد الباقي الزرقاني، وهما عن شيخ المالكيّة، الشيخ سالم السنه موري، وعن الشيخ السنهوري شيخ التتائي، وأبي الحسن الشاذلي، شارح الرسالة، وهو عن العلاّمة البساطي، وهو عن تاج الدين بهرام الدميري، وهو عن شيخه العلاّمة خليل ابن إسحاق، وهو شيخه قطب الزمان سيّدي عبد الله المانوفي بسنده المشهور، وقد أخذ الشيخ عليّ ابن محمّد النويري، وهو عن الشيخ السنهوري، المذكور أيضا، عن الشيخ طاهر بن عليّ ابن محمّد النرفيري، وهو عن الشيخ حسين بن عليّ، وعن الشيخ أبي العبّاس أحمد بن عمر ابن هلال الذهبي، وهو عن قاضي القضاة فخر الدين بن المخلّطة، وهو عن أبي حفص عمر بن فرّاح الكندي، وهو عن أبي بكر من محمّد بن الوليد ابن خلف الطرطوشي، وهو عن أبي الوليد سليمان بن خلف الباجي، وعن الإمام مكي القيسي الأندلسي، وهو عن الإمام أبي محمّد بن عبد الله ابن أبي زيد القيرواني، وهو عن الإمام أبي بكر ابن محمّد ابن اللباد الإفريقي، وهو عن الإمام يحيى الكناي، صاحب اختلاف ابن القاسم وأشهب، وهو عن الإمام سحنون والإمام عبد الملك الأندلسي، وهو عن الإمام عبد الرحمن بن القاسم العتقي المصري والإمام أشهب بن العزيز العامري القيسي، وهما عن إمام الأئمّة، وحبر الأمّة الإمام مالك بن أنس، وهو عن ربيعة عن أنس بن مالك، خادم نعل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وتفقّه نافع عن مولاه عبد الله بن عمر، كلاهما عن سيّد أهل الدنيا والآخرة محمّد بن عبد الله ابن عبد المطلّب، صلّى الله عليه وسلّم، وهو قد جاءه الوحي عن ربّ العالمين، بواسطة الأمين جبريل عليه السلام، قال ذلك وكـتبه الفقير الحقير محمّد بن عبد الرحمن الأزهريّ، المتقدّم ذكره، الزواوي إقليما، المالكي مذهبا، غفر الله ذنوبه، آمين والحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم تسليما، إنتهت السلسلة على خصوص الشريعة بحمد الله وحسن نوعه، واستانتا السلسلة على خصوص الطريقة كما أجازني إن شاء الله ثمّ أجبته أيضا و أجزته في خصوص الطريقة كما أجازني فيهما معا فقلت بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله والصلاة والسلام على سيّد المرسلين وآله وصحبه أجمعين، وعلى سائر أئمّة المجتهدين، وعلى تابعيهم بإحسان إلى يوم الدين، أمّا بعد فقد التمس مني الأخ الصالح العامل الفاضل الكامل العارف السيّد عبد الرحمن بن أحمد ابن حمّوده ابن مامش الجزائريّ مولدا القسنطيني مسكنا المتقدّم ذكره وتسطيره قريبا، إجازة أن يعطي أورادها لمن طلبه فيها أو هو الطالب لغيره، أي معناه سواء كان طالبا أو مطلوبا، وأن ينيب غيره لأنّ المطلوب انتشار الورد وإكثاره عملا بقوله صلّى الله عليه وسلّم، لو شئتم أقسم لكم أن أحبّكم إلى الله تعالى ... نقلتها عن صورة غير تامّة لمخطوطة، عساها تتمّ بفضل الله .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بطاقة من الشيخ المذكور رحمه الله
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وحده، وصلّى الله على سيّدنا محمّد وآله من محمّد بن عبد الرحمن الأزهري مجاورة القجطولي قبيلة الإسماعيلي عرشا، إلى العارف بربّه العزيز الذائق ما ذقته ( لعلّها ذاقته ) أسود الرجال الوقت، حبيبنا في الله تعالى قطب زمانه، وفريد عصره، أخينا في الله سيّدي عبد العزيز، أعزّ الله مقامات الجميع، بجاه النبيّ الشفيع، سلام الله عليكم ومن تعلّق بكم، سلام تامّ في كلّ وقت، لاسيما أوقات الحاجات، وبعد السلام التّام والتحيّة والإكرام، كيف أنتم، وكيف حالكم، ونحن على خير إن كنتم فيه أنتم، جعلنا الله وإيّاكم من سعداء الدارين بجاه أفضل المرسلين . ومرادنا من جزيل فضلك، إن تفضّلت علينا، تمشي مع ولدنا سيّدي سليمان بن معمّر، تشتري لنا معه عبدا أو عبدين، ما عندي من يخدمنا هنا في بيتنا [ بحيث ] ويرجع معك سالما غانما إن شاء الله في الذهاب والإياب، وإن رضيت بما ذكر فأرسل إلينا بطاقة عاجلا عاجلا بلا تطويل، وإن لم ترض به، فأعلمنا أيضا به لنصبر لله، و ما كلّ ما يتمنّى المرء يدركه * تجرى الرياح بما لا تشتهي السفن، كذا، فما ذكر لبلوغ الحبّ إذا بلغ الحبّ سقط الأدب، كما لا يخفى، وقد قيل للنبيء صلّى الله عليه وسلّم، أدعو لنا يا رسول الله الله تعالى يعيننا على الخلق، فقال لا نقول هكذا وإنّما نقول الله يغنينا عن الأشرار، وأمّا الأخيار تحتاج بعضها بعضا، كما لا يخفاكم، ثمّ نحن على محبّة الله دائما، لتنفع يوم ينادي المنادي غدا يوم القيامة، أين المتحابّون في الله، إشفعوا بعضكم بعضا، ونحن أيضا نتكاثر ونتذاكر ولوقت الضيق في الدارين، إن رضيت فأعلمنا عاجلا، رزقنا الله وإيّاكم العفو والعافية وحسن الخاتمة، آمين بجاه أفضل المرسلين والسلام على القاريء والسامع، تمّ، أيضا ثمّ أنصحك لله إن كنت ذا ورد فكثّر منه، وإلاّ فخذه، و( لا ) تبقى خاليا منه أصلا، ثمّ كثّر منه دائما، فعلى قدر الورد يتأتى الوارد، ومن لم يكن ( ذا ) ورد يفتتن بمرض فتنة الأكوان، ومن لم يكن له شيخ فشيخه الشيطان، كما لا يخفاكم، ومن أعرض عن ذكري فإنّ له معيشة ضنكا، والسلام . بطاقة ثانية له أيضا نفعنا الله به آمين الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله كثيرا كثيرا كثيرا من محمّد بن عبد الرحمن الأزهري مجاورة الإسماعيلي عرشا إلى أخينا في الله وحبيبنا من أجله، أخينا سيّدي عبد العزيز بن الطيّب، ومن تعلّق بالجانبين سلام الله عليكم كثير السلام، وبعد السلام التامّ والتحية والإكرام، فقد بلغني مكتوبك ، وحمدت الله على سلامتك، أنت ومن تعلّق بك، ورضيت وفرحت بإرادتك الانتقال إلى المسيلة، وهو المبتغى عندي يا سعيد الدنيا والدين، من أراد الله له بخير ينقله من البادية الجافية الدنيا والدين، إلى الحضرية [ وأصلتها ] وذلك المراد أبعد الله عند العوارض عن سائر مراداتك في أحوال الدنيا والدين بجاه أفضل المرسلين آمين . وقد وصلني التمر الذي أرسلته لنا بارك الله فيكم أجمعين، وما اعتذرت لي عنه من قلّته وليس بقليل فكثير، لا تحقر، ولله إلاّ فرحت بهذا التمر الأخير، والتمر الأوّل، حيث فكّرتني به مرتين، وهو دليل على مواصلة عجيبة، كذا سعادة الدارين لمن لم يعص لي أمرا في كلّ زمان ومكان، ولما هي من لم له يكن ورد، يفتتن بمرض فتنة الأكوان، ومن لم له شيخ فشيخه الشيطان، ولما قيل، يا خادم الجسم قد تشقى بخدمته * وتطلب الربح فيما فيه خسران * فارجع إلى النفس واستكمل فضائلها * فأنت بالنفس لا بالجسم إنسان، ومن تمهّر في شيء هتر به استهتار المجانين مثلي، واعذرني بتطويل جوابي هذا لك من عدم الامكان بما يعلمه الله ونحن على محبّة الله تعالى [ صول ] والأكمل أخذ الورد لك أو لمن معك، والسلام على كلّ واقف، كتبته عاجلا .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نبذة عن الشيخ سيّدي محمّد بن عبد الرحمن الأزهري
الشيخ محمّد بن عبد الرحمن الجرجري معروف أيضا بنسبته إلى زواوة وإلى الأزهر الزواوي والأزهري . وهو من قبيلة آيت إسماعيل من عرش قشطولة . وتاريخ يملاده غير متّفق عليه، ولكنّ بعضهم قدّره بين 1127 و 1142 هـ . وقد توفي بالجزائر سنة 1208 . وبعد أن تعلّم بزاوية الشيخ الصدّيق بن اعراب بآيت ايراثن، توجّه إلى المشرق حوالي 1152 هـ، حيث ظلّ مدّة طويلة، قدّرها بعضهم بثلاثين سنة، وقدّرها آخرون بربع قرن . ومن أساتذته في الأزهر : سالم النفراوي، وعمر الطحلاوي، وحسن الجداوي، والعمروسي . ثمّ عاد الأزهريّ حوالي سنة 1177 هـ إلى قريته آيت إسماعيل لنشر أفكاره وطريقته بين أهل بلاده، وأسّس زاويته هناك . ويقال أنّه قد تلقّى تعاليم الطريقة الخلوتيّة على الشيخ محمّد بن سالم الحفناوي، عندما كان بالقاهرة [ أو مكّة ] * . وقد أمره شيخه أن ينشرها في الهند والسودان . وفي رسالة من الأزهري إلى بلحسن اليوسفي، نقيبه في تونس، قال أنّه قد أقام ستّ سنوات في دارفور بالسودان، الذي توجّه إليه بأمر شيخه الحفناوي ليقريء السلطان هناك . ومن تلاميذه الذين منحهم الإجازة أثناء اقامته في الجزائر بلقاسم بن محمّد المعاتقي الذي رفعه إلى رتـبة مقدّم الطريقة، والشيخ العابد بن العلا الشرشالي . وقد انتشرت تعاليم الأزهري في الجزائر، وخصوصا في شرقها ووسطها وفي تونس، وأصبح لها كثير من الأتباع عشيّة الاحتلال الفرنسي. وأدّت زاوية الأزهريّ خدمة هامّة في نشر التعليم أيضا، فقد كان لها عدد من الأساتذة في حياة الأزهريّ نفسه . ومن هؤلاء الشيخ أحمد بن الصالح الرحموني، الذي وضع سنة 1212 هـ رجزا في الفقه استعمله قضاة جرجرة . وقبل وفاة الأزهريّ، عيّن خليفته على الزاوية، وهو الشيخ عليّ بن عيسى المغربي، وترك له جميع كتيه وأرضه وأوقاف الزاوية وغير ذلك . وأشهد على ذلك أهل آيت إسماعيل ، وقد ظلّ الشيخ عليّ بن عيسى يدبّر الزاوية تعليما وطريقة من سنة 1208 هـ إلى 1251 هـ .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقلا بتصرّف عن تاريخ الجزائر الثقافي من القرن العاشر إلى الرابع عشر الهجريّ [16 ـ 20 م]، للدكتور أبو القاسم سعد الله، الجزء الأوّل، ص 514، 515، 516 . طبعة 1981، الصادرة عن الشركة الوطنيّة للنشر والتوزيع .
*أقول، في هذه الرسائل ما يثبت هذه المعلومة.
إعداد: محمّد فؤاد
السلام عليكم. هل كتاب دفاتر الأزهري مطبوع وكيف نحصل على نسخة منه ؟ وبارك الله فيكم
ردحذف